بتعاون مشترك بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت افتتح مقهى العلوم فعالياته باستضافة الأستاذ الدكتور سعد مخصيد عضو هيئة التدريس بكلية العلوم في بهو كلية العلوم الحياتية وذلك في تمام الساعة 11:30 من صباح يوم الاثنين الموافق 12 يونيو 2023.
بدايةً رحبت عضو الهيئة الأكاديمية في قسم علوم المعلومات بكلية العلوم الحياتية والمستشار لنائب المدير العام لبرامج التخطيط الإستراتيجي في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتورة هنادي عبد السلام بالحضور وبالضيف عضو الهيئة الأكاديمية في قسم الكيمياء بكلية العلوم الأستاذ الدكتور سعد مخصيد، مبينةً أن الهدف من هذه الفعالية هو عرض تجربة الأستاذ الدكتور سعد مخصيد، وما مر به من صعوبات وعوائق، وكيفية تغلبه عليها ومواجهتها سواءً في مرحلة الدراسة أو مرحلة الوظيفة والذي من شأنه أن يشجع الطلبة الحضور على البحث العلمي وعدم الاستسلام.
وبدوره استعرض الأستاذ الدكتور مخصيد مسيرته العلمية في بداية ابتعاثه سنة 1997 إلى مدينة مانشستر لدراسة الماجستير وكيف أنه كان متحمسًا لمعرفة ما يقوم به الطلبة من بحوث ودراسات سواءً في تخصصه أو في التخصصات الأخرى.
وأوضح أ.د. مخصيد أنّ مرحلة الماجستير كانت صعبةً نوعًا ما، ثم جاءت بعدها مرحلة الدكتوراة، معبّرًا عنها بأنها أول خطوة للبحث العلمي رغم ما واجهه خلالها من عدم تقبل البعض له بسبب اختلافه عنهم من حيث اللغة والثقافة، مشيرًا إلى أنّه باعتباره مبتعثًا من دولة الكويت فقد كان البعض يعتقدون آنذاك أن الكويتيين ما زالوا يعيشون في خيام.
وأضاف أنه خاض أول تحد له بنشره لأول ورقة علمية له بعد شهرين من بداية دراسته للدكتوراة، وقد جاء هذا النشر بعد حوار بينه وبين المشرف على رسالته الدكتور Neil؛ حيث طلب منه أن يمهله مدة يومين لحل تركيبة مركب كيميائي يساعد الباحثين على إتمام ورقتهم العلمية، لافتًا أنّ المشرف وعده بأن يكون اسمه من ضمن الناشرين لهذه الورقة إن استطاع ذلك، ومن حينها وبعد نجاحه أصبح المشرف على رسالته يعتمد عليه بمهام كثيرة وقد أتمها هو بكل نجاح وحب لهذه البحوث.
وخلال حديثه قام الأستاذ الدكتور سعد مخصيد بتوزيع أوراق لبعض دراساته على الطلبة والحضور من أعضاء الهيئة الأكاديمية وشرح ما واجهه خلال إتمامه لهذه الدراسات، مبينًا أنه تخرج من مرحلة الدكتوراة بنتاج 25 ورقة بحث علمية، ومشروع علمي نال عليه براءة اختراع، وموضحًا كيف أن الصدف ساعدته على إتمام بعض هذه الأوراق، منبهًا إلى أن الصدفة لا تجد طريقها لغير المجتهد؛ لأن الاجتهاد وحب البحث هو أساس الإنجاز.
واستطرد أ.د. مخصيد شارحًا مشروعه الثاني الحائز على براءة الاختراع خلال عمله كعضو هيئة أكاديمية في قسم الكيمياء وهو الPhoto Dynamic Therapy والذي يعتبر من طرق علاج السرطان، مضيفًا أن البحوث التي يقدمها لم يكن الهدف من ورائها الحصول على الترقية بقدر ما كان هدفها حب العلم واكتشاف الجديد وإفادة الآخرين بالعلم النافع، مؤكدًا أن البحث العلمي يعتمد على 3 عناصر أولها الباحث وشغفه للبحث، والثانية هي الإدارة المسئولة عن النظام والسياسات واللوائح والتي من المفترض أن تكون على صلة ووعي بالباحث والمشاكل التي قد يتعرض لها بحيث تزيح العوائق التي قد يواجهها، وآخرها الجهة الممولة للبحث العلمي والتي يجب أن تكون ميزانيتها ضخمة بما يتناسب مع هذه البحوث.
وفي نهاية حديثه تطرق الأستاذ الدكتور سعد مخصيد لمشكلة البيروقراطية التي من شأنها تأخير نشر الأوراق العلمية وقد واجهه هذا الأمر خلال إشرافه على أحد الطلبة، لافتًا أنّه لم يستطع أن ينشر ورقته بعد أن سبقه باحث آخر بدولة سهّلت إجراءات النشر العلمي للباحثين، وقدّم نصيحة للطلبة الحضور قائلًا "البحث العلمي ليس سهلًا فهو يحتاج إلى الإصرار والتفكير خارج الصندوق" متمنيًا النجاح للجميع.
وفي الختام تم فتح باب الأسئلة والمداخلات التي أشاد خلالها نائب رئيس الجمعية الكيميائي الكويتية السيد حمدان العجمي باجتهاد وتميز الأستاذ الدكتور مخصيد الذي كان زميلًا له بالجامعة، منوهًا بحبه لمساعدة الطلبة وعدم بخله عليهم بمعلومة.
كما تقدم أحد الطلبة بسؤال للأستاذ الدكتور سعد مخصيد عن أصعب وأطول بحث واجهه في حياته البحثية، وكانت إجابته أن البحث ليس له نهاية فهناك بحوث أدت لنتائج عكسية وعلى الرغم من ذلك فقد كانت مفيدة وقادت لبحوث ودراسات أخرى.
صورة