زار وفد من جمهورية الصين كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت ظهر أمس وذلك للتباحث حول أطر التعاون المشترك بين الكويت والصين، وذلك بحضور أعضاء الوفد والبالغ عددهم 6 أشخاص، وذلك وفقا لإرشادات مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية بزيارة بعض الدول الخليجية ومن بينها الكويت، حضر اللقاء عدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت بالإضافة إلى ممثلين عن السفارة الصينية في الكويت.
في البداية، أعرب رئيس الوفد الصيني - نائب مدير المكتب الإعلامي لمنطقة شينجيانغ «شو قوشيانغ» عن سعادته بزيارة جامعة الكويت للتباحث حول عدة مواضيع تخص التعاون المشترك بين الكويت والصين، موضحا أن الزيارة تعد فرصة لتسليط الضوء على منطقة شينجيانغ الصينية الويغورية الذاتية الحكم والتي تقع في شمال غربي الصين في قلب القارة الأوروآسيوية.
وذكر قوشيانغ أنها المرة الأولى التي يزورون فيها الكويت مبديا إعجابه بحالة الانسجام والتعايش التي لاحظها في المجتمع الكويتي والتي تعتبر محل إعجاب وتقدير.
وأفـاد بـأن مـنــطــقــة شينجيانغ الصينية نالت اهتماما واسعا على جميع الأصعدة خاصة في النطاق العالمي وبعض المعلومات الأسـاسية حول تلك المنطقـة، لافتا إلى أن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية أصدر 3 كتب بيضاء حول مكافحة الإرهاب ونزع التطرف في شينجيانغ، حيث تتناول تلك الكتب الملفات المعنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ونزع التطرف ومراكز التدريب والتعليم المهني التي أنشئت لهذا الغرض.
وذكــر قــوشـــيـانـغ أن العلاقات - الكويتية الصينية ممتدة منذ عام 1971 وهي علاقات وطيدة تجمع الجانبين الكويتي والصيني، حيث قدمت الكويت دعما كبيرا لجمهورية الصين الشعبية، موجها الشكر والتقدير للكويت على الدعم الكبير الذي قدمته ولا تزال تقدمه.
وتحدث قوشيانغ عن مدينة شينجيانغ الصينية، موضحا ان مساحتها تبلغ حوالي مليون و660 ألف متر مربع وتحتل سدس مساحة الصين ويبلغ طول الحدود البرية 5700 كيلومتر ولها حدود مشتركة مع 8 دول وهي منغوليا وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان والهند، ومنذ التاريخ القديم قبل ألفي عام كانت ولا تزال منطقة شينجيانغ جزءا لا يتجزأ من أراضي الصين، لافتا إلى ان هناك 56 قومية في الصين ولتلك القوميات وجود في منطقة شينجيانغ، مشيرا إلى أن هناك 13 قومية منها تعتنق الدين الإسلامي وفي شينجيانغ ديانات متعددة موضحا أن طريق الحرير المشهور الذين ربط الصين في العصور القديمة بالعالم هناك جعل منطقة شينجيانغ أرضا تتجمع فيها حضارات متعددة.
وأوضــح ان هــنـاك تعددية دينية في الصين ومنها الديانة الإسلامية والمسيحية والبوذية وغيرها من الديانات، وفي القرن الواحد ميلادي دخلت الديانة البوذية إلى الصين وكانت الديانة الرئيسية في الصين منذ ألف عام ومن ثم دخل الدين الإسلامي إلى شينجيانغ في القرن العاشر واصبح ديانة رئيسية مع وجود ديانات متعددة أخرى، حيث أصبحت منطقة شينجيانغ منطقة متعددة الثقافات وكانت ممرا مهما للثقافة الصينية نحو الغرب، موضحا ان الصين ظلت دولة موحدة متعددة القوميات وتعد مختلف القوميات في شينجيانغ عضوا مرتبطا برباط الدم والوجدان في أسرة الأمة الصينية، لافتا إلى أن مصير شينجيانغ ظل يرتبط ارتباطا وثيقا بمصير الوطن العظيم والأمة الصينية خلال مسيرة التطور التاريخية الطويلة ولكن القوى المعادية داخل الصين وخارجها وخاصة قوى الانفصال القومي والتطرف الديني والإرهاب العنيف والتي أشير إليها فيما بعد بقوى الشر الثلاث تتعمد تشويه التاريخ وخلط الحق بالباطل منذ فترة من الزمن هادفة إلى تقسيم الصين وتفكيكها.
تاريخ موثق
وأكد قوشيانغ أن التاريخ لايمكن تحريفه بأن شينجيانغ جزء لا يتجزأ من أراضي الصين المقدسة ولم تكن أبدا تركستان الشرقية، لافتا إلى أن قومية الويغور تشكلت منذ فترة طويلة تتواجد فيها العديد من الثقافات والأديان وثقافات مختلف القوميات في شينجيانغ تكمن وتتطور في طيات الثقافة الصينية، موضحا أن الإسلام ليس الدين الأصلي والوحيد الذي تعتنقه قومية الويغور، والإسلام الذي امتزج مع الثقافة الصينية يمد جذوره ويتطور تطورا سليما في أراضي الصين الخصيبة.
وأردف قائلا: انتشر التطرف الديني منذ التسعينيات وحدثت آلاف من أعمال العنف في شينجيانغ، وكل تلك الأحداث نصفها بالغاشمة فقد ألحقت أضرارا مادية ومعنوية على المدنيين الأبرياء وأيضا على الممتلكات، موضحا انه لم يتم نشر تلك الأحداث في الخارج نظرا لصعوبتها وبالتالي لم تكن هناك معرفة كافية على الساحة الدولية حول تلك الأحداث، والبعض يتساءل لماذا كانت تتخذ شينجيانغ تلك الإجراءات لمكافحة الإرهاب والتطرف؟
وأشار إلى أن إذاعة الصين الدولية انتجت سلسلة من الأفلام الوثائقية حول أحداث العنف في مدينة شينجيانغ ولكن لم يتم نشرها في الخارج، وزاد أن الشعب المحلي في المنطقة الجنوبية من مدينة شينجيانغ لم يلق مستوى عاليا من التعليم لذلك لم يكن لديهم فهم صحيح للدين الإسلامي، ونظرا لهذا الوضع قامت الحكومة الصينية بإقامة مدارس تدريب مهني لمساعدتهم على رفع مستوى تعليمهم.
ولفت إلى أن الحكومة الصينية أنشأت مراكز التدريب والتعليم المهني وهي مدارس داخلية تدرس التعليم والمهارات المطلوبة لمساعدة هؤلاء الأفراد ونزع التطرف منهم وبعد عامين من الجهود نقول إن الإنجازات كانت ملموسة، مضيفا: وبعد ذلك أصبح لدى بعض المتدربين في المراكز فهم صحيح للتطرف وخطورته، وبعض منهم يقول في السابق هناك بعض عناصر التطرف يطلبون منا قتل الأشخاص لدخول الجنة ولكن بدأنا نفكر لماذا هما لا يقتلون الأشخاص ويدخلون الجنة؟
وتابع أنه بعد سنوات من الجهود تم تحقيق الكثير من الإنجازات الملموسة ولم تشهد منطقة شينجيانغ في السنوات الثلاث الأخيرة قضايا عنف وإرهاب وهو إنجاز عظيم، وتخرج معظم المتدربين من مدارس التعليم والتدريب المهني وعادوا إلى أعمالهم ومجتمعهم والكثير منهم قد تم توظيفهم في وظائف مرموقة. ورحب قوشيانغ بالتعاون مع جامعة الكويت في تعريف الدول الأخرى حول الأحوال في منطقة شينجيانغ والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لنزع التطرف والقضاء على الإرهاب.
وأوضح ان داعمي التطرف والإرهاب يستغلون العواطف الدينية للشعب المحلي لنشر أفكارهم بالمجتمع وعلى هذا الأساس نحن مهتمون بالفصل بين الدين الحقيقي والتطرف والإرهاب، مشددا على أن القانون والدستور الصيني يحمي حقوق الشعب في ممارسة الأنشطة الدينية الطبيعية وتم اتخاذ كافة الإجراءات لحماية حقوقهم ومعتقداتهم الدينية.
وأكد قوشيانغ ان الصين تتمسك بمبدأ فصل الدين عن السياسة ولا يجوز لأي دين أن يتدخل في السياسة وشؤون الحكومة ولا يجوز استخدام الدين للتدخل في الشؤون الإدارية والقضاء والتعليم والزواج وتنظيم الأسرة وغيرها، ولا يجوز استخدام الدين لتعويق النظام العادي في المجتمع والعمل والحياة، ولا يجوز استخدام الدين لمعارضة الحزب الشيوعي الصيني ونظام الاشتراكية وتخريب التضامن بين القوميات ووحدة البلاد.
وختم قائلا: إنه في الوقت الحالي وتحت القيادة القوية للجنة الحزب المركزية وفي القلب منها الرفيق شي جين بينغ وتحت رعاية ودعم الشعب في البلاد كلها يبذل أبناء الشعب بمختلف القوميات في شينجيانغ جهودا دؤوبـة لتـحـقيق أهداف «المئويتين» الكفاحية وحلم الصين للنهضة العـظيمة للامة الصينية وسوف يكون مستقبل شينجيانغ أجمل.
الشريعان: تعاون لمزيد من التطور
رحب العميد المساعد للشؤون الطلابية بكلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د.أنور الشريعان بالوفد الصيني الزائر، مشيدا بمتانة العلاقات التي تجمع الكويت والصين على كل المستويات الاقتصادية والتجارية والسياسية والتعليمية والثقافية، معربا عن سعادته لتوطيد العلاقات وإيضاح بعض الأمور التي قد تكون خافية عن المجتمع الكويتي حول طبيعة الوضع داخل الصين.
ورحب الشريعان بأي تعاون مشترك مستقبلي يصب في سبيل تحقيق المصلحة العامة ويدفع نحو المزيد من التطور والتقدم.
الإسلام دين العدالة والسماحة
أوضح العميد المساعد للشؤون الأكاديمية والأبحاث والدراسات العليا بكلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د.محمد زينل، أن الإسلام دين العدالة والسماحة وبعيد كل البعد عن الإرهاب وسفك الدماء، لافتا إلى أن المنطقة العربية عانت كثيرا ولا تزال تعاني من الإرهاب ومنها مصر والعراق والأردن وغيرها من الدول العربية، لافتا إلى أن العنف لا يقابل بالعنف.
«الشريعة» نشطة في نبذ الإرهاب
أعرب عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الكويت د.محمد سعيدان العازمي عن سعادته بزيارة الوفد الصيني لجامعة الكويت داعيهم لزيارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، موضحا ان الكلية نشطة في نبذ التطرف والإرهاب والغلو. وسلط العازمي على جهود الكويت لمحاربة التطرف والإرهاب، حيث قامت بإنشاء مركز للوسطية وهو مركز عالمي أقام العديد من المؤتمرات داخل وخارج الكويت لمواجهة التطرف والإرهاب والغلو، لافتا إلى أن كلية الشريعة نظمت العديد من المؤتمرات لمحاربة تلك الظاهرة الدخيلة على المجتمع.
أسباب متعددة وراء التطرف
وجه رئيس الوفد الصيني شو قوشيانغ، سؤالا لعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الكويت د.محمد سعيدان العازمي حول الاختلاف الجوهري بين التطرف الديني والدين الإسلامي الصحيح، متسائلا كيف يمكن ان نميز ونحدد مفهوم التطرف الديني وما مظاهره وكيف يمكن أن نفهم هذه الأمور بشكل واضح والفصل بين التطرف والدين الحقيقي؟ فرد د.محمد سعيدان العازمي قائلا: كلمة التطرف الديني كلمة غير واضحة لأن الدين الإسلامي ليس بمتطرف، لكن الممارسات التي تحدث من بعض الأشخاص هي التي تشوه صورة الدين الإسلامي أمام الآخر. وتابع العازمي قائلا: لا نعتقد اعتقادا جازما بأن سبب التطرف ديني ولكن قد تكون هناك أسباب اقتصادية واجتماعية، ومن الخطأ أن يستغل هذا الأمر وينسب أي تطرف وغلو وعنف للدين فهذا فعل وله ردة فعل، مؤكدا ان في الدين الإسلامي الحلال بين والحرام بين وعلاج التطرف والإرهاب هو علاج فكري.
أعضاء الوفد الصيني
1 ـ نائب مدير المكتب الإعـلامـي لـمـنـطـقـة شينجيانغ Xu Guixiang
2 ـ محافظ مدينة هوتان لـمـنـطـقـة شينجيانغ Musajiang
3 ـ نائب مدير إدارة الجبهة المتحدة لبلدة كاشجار Guo Weian
4 ـ عضو أكاديمية دراسات حقوق الإنسان في الصين Zhang Nan
5 ـ الباحث في مركز دراسات التنمية في شينجيانغ Aibai Tuersun
6 ـ سكرتير مركز دراسات التنمية في شينجيانغ Xie chaofan