أدوات الوصول

الوضع الداكن

هل تواجه أي صعوبات داخل الموقع؟

تواصل معنا

تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الثالث لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد في كلية العمارة بجامعة الكويت

صورة

تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح وبحضور معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حمد عبدالوهاب العدواني انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الثالث لعمارة المساجد تحت شعار "المسجد مبنى عابر للثقافات"، والذي تنظمه كلية العمارة بجامعة الكويت بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وبشراكة رئيسية مع دار العثمان وجمعية المهندسين وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وذلك خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر الحالي 2022 بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ويهدف المؤتمر إلى تطوير البحث العلمي الخاص بعمارة المساجد.
وبهذه المناسبة أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد حفظه الله عن سعادته بالمشاركة اليوم في هذا المؤتمر العالمي المهم (عمارة المساجد) في هذا العصر الجديد المتسارع التغيير قائلاً "أولاً أبدأ بالشكر بعد الله سبحانه وتعالى لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح يحفظه الله أمير دولة الكويت وسمو ولي عهده الأمين وصاحب السمو رئيس مجلس الوزراء على هذه الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر المهم".
وأضاف: "إننا اليوم نحتفي بهذه الثلة من العلماء والخبراء والمفكرين في دولة عزيزة علينا جميعاً قبل كل شيء؛ فالكويت بلد متقدم ومتحضر وخاصةً في مجال العمارة والتطور، لذلك تحظى المساجد في الكويت بعمارة متقدمة، والكويت دائماً رائدة فيما يتعلق بالتغيرات الجذرية في هذه المجالات الجديدة، وفي الواقع بالنسبة لعمارة المساجد فاليوم تواكب عصرًا جديدًا ومتغيرًا، فالمساجد في نهاية الأمر وقبل كل شي هي بيوت الله سبحانه وتعالى، ودائماً نقول أن العناية بالمساجد أهم من العناية ببيوتنا وكل مرافق حياتنا لأنها بيوت الله سبحانه وتعالى".
وأشار سموه إلى أن هذا اللقاء جاء لتداول المتغيرات قبل تداول العمارة؛ فهنالك المتغيرات الاقتصادية والمجتمعية والتقنية والمتغيرات المهمة أيضاً بالنسبة للبيئة والمهمة بالنسبة للطاقة والمهمة بالنسبة لدور المجتمع أو دور المسجد في المجتمع المحيط بالمسجد مع تنامي وسائط التقنية ووسائط التواصل الاجتماعي والمشاغل اليومية الهائلة التي تصب في أجهزتنا كل يوم.
وبين أن اليوم دور المسجد أصبح أهم من أي وقتٍ مضى، وعمارة المسجد أصبح لها دور مهم، مؤكداً أن المسجد اليوم أصبح له دوره التعليمي المعرفي؛ ومن الضروري تطوير كل الوسائط التي ينتمي إليها المسجد سواء على طريق التقنية أو على طريق تطوير أئمة المساجد أو تطوير تجربة المسجد والصلاة في المسجد، ومن المهم جداً أن تصبح التجربة وأنت في صلاة المسجد، تجربة مريحة وتجربة جاذبة وخاصةً للأطفال والأجيال الجديدة.
ولفت سموه أن المسجد في حياتنا اليوم هو المحور ولا يمكن أن نعطي هذا المحور أي عناية أقل من عنايتنا بالمكان الذي نرتاح فيه مثل بيوتنا، فبيوت الله سبحانه وتعالى هي أيضاً ملجأ لنا وبيوت لنا ومكان نحتاج فيه أن نجد أنفسنا ونجد مجتمعنا، فالتلاقي المجتمعي لا يمكن أن يستمر ويتنامى فقط على سبيل المثال في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف قائلاً: " أعتقد أيضاً أن تجربة العصر المتقدم والمعماريين المتقدمين اليوم في عصرنا يجب أن تكون تجربة ثرية وغنية وفيها تحول كامل لإحداث تغيير في قضية تطوير المسجد في مستقبلنا، فاليوم هنالك تنافس كبير جداً على عقل الإنسان ووقته وحياته، فلذلك وجود المسجد مهم لاسيما بإحياء تجربة الصلاة وهي بلا شك فرض وليست تجربة، وينبغي التشجيع على الحضور للصلاة أو الحضور إلى أي مناسبة يحتضنها المسجد".
ومن جانبه عبر الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأستاذ الدكتور مشاري النعيم عن شكره لدولة الكويت لاستضافتها النسخة الثالثة من المؤتمر وخص بالشكر راعي المؤتمر سمو رئيس مجلس الوزراء وممثله وممثل جامعة الكويت، كما تقدم النعيم بشكره للأستاذ عبدالله الفوزان رئيس مجلس إدارة الجائزة الذي حرص على الحضور داعماً للجائزة وعمارة المساجد، وخص النعيم زملاء الجائزة بالشكر الجزيل لدورهم الكبير والمؤثر في النجاحات التي ظلت تحققها الجائزة والتي تعرض من خلال هذا المؤتمر الذي حمل شعاراً خاصاً هو "المسجد مبنى عابر للثقافات" واستطاع عبر قرون عديدة أن يتجاوز الجغرافيا ويندمج مع العمارات والثقافات المحلية ويستوعبها ويعيد توظيفها لتستوعب ثقافة الآخر.
وأضاف النعيم أن جائزة الفوزان منذ تأسيسها ركزت على ربط الجانب الفكري والمهني والعلمي وخلق توازن بين الجوانب الثلاثة من خلال كثير من المبادرات التي نجحت الجائزة من خلالها في تغيير المدار الفكري السائد وخلق مدارات فكرية جديدة وصناعة ثقافة عمارة مسجدية جديدة سلكوا فيها طريق الصبر والمثابرة والإيمان بالهدف والنظرة البعيدة، وهذه ثقافة الجائزة وثقافة مؤسسها والقائمين عليها والذي نتج عنه المؤتمر الثالث، متطلعاً للمؤتمر الرابع بعد سنتين أو ثلاث سنوات وذلك في ظل حلقات متصلة من المعرفة والبحث العلمي والذي يعتبر الأداة التي توصلهم إلى الهدف الذي يسعون إليه منذ البداية ويعملون على تحقيقه.
ونوه بأن جائزة الفوزان تتبع أسلوبًا صارمًا في عملية التحكيم يعزز مهنيتها؛ حيث يتم في البداية اختيار عدد 250 مشروعاً حول العالم تحدد منها لجنة التحكيم قائمة قصيرة من 20 إلى 25 مشروعًا، ويقوم بمراجعتها مراجعون فنيون طافوا على 22 مشروعاً في بلدان هذه المساجد، ثم قدموا تقارير أمام لجنة التحكيم التي يعمل بها خبراء من 15 جنسية وبثقافات مختلفة، وكان هنالك حوار ونقاش حتى تم اختيار الفائزين الذين سيتم الإعلان عنهم في الحفل النهائي الذي سيقام في الخامس من شهر مارس القادم، داعياً الجميع لحضور حفل توزيع الجائزة في المتحف الوطني في الرياض.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر هو استمرار لسلسة من الأفكار ومن الحوارات العلمية ومن تحفيز البحث العلمي في مجال عمارة المساجد، وهنا تبدو الفرصة مناسبة لتثمين دور الزملاء حول العالم؛ فهم من يصنع هذا التغيير ويحقق هذه الأفكار التي نتطلع إليها لتجاوز الكثير من التحديات ونقاط الضعف التي تعانيها عمارة المساجد، والجائزة لا تقتصر على تقديم الجوائز فقط بل تصنع بيئة ثقافية وعلمية مختلفة تساعد في بناء جيل من المعماريين المبدعين الذين يتعاملون مع المسجد بأسلوب مختلف وتقنيات توفر حلولاً لكثير من القضايا التي يعاني منها المسجد وصولاً إلى ثقافة في العمارة المسجدية تخاطب المستقبل.
وبدوره نقل معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حمد عبدالوهاب العدواني تحيــات