في إطار تعزيز الثقافة العلمية وتشجيع التميز والابتكار، استضافت جامعة الكويت بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سلسلة من المحاضرات التي قدمها نخبة من العلماء والباحثين الحاصلين على الجوائز السنوية التي تمنحها المؤسسة لعامي ٢٠٢٢ - ٢٠٢٣، وذلك يوم الأربعاء الموافق 11/12/2024 في كليتي العلوم والآداب بمدينة صباح السالم الجامعية، بحضور مجموعة من الأكاديميين.
وأتت هذه المحاضرات بهدف تسليط الضوء على الإنجازات العلمية المتميزة وتوفير منصة لتبادل المعرفة والخبرات بين الأكاديميين والطلبة بجامعة الكويت، لتغطية مجالات متعددة منها العلوم الطبيعية والهندسة والطب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث قدم كل فائز عرضًا مفصلاً عن أبحاثه وإنجازاته التي أهلته لنيل الجائزة.
ويمثل هذا التعاون خطوة مهمة لتعزيز الشراكة بين جامعة الكويت ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، حيث تسعى الجامعة من خلاله إلى إلهام الأكاديميين والباحثين والطلبة وتشجيعهم على متابعة الابتكار والبحث العلمي، وأهمية المبادرة في دعم المجتمع العلمي وتعزيز دور البحث العلمي في بناء مستقبل مشرق للكويت.
وفي هذا الإطار قدّم الباحث الأستاذ الدكتور محمد الداودي الفائز في مجال العلوم الأساسية والذي يعمل أستاذًا في قسم علوم الكيمياء ومديرًا عامًا لمركز أبحاث الأغشية والمواد المسامية المتقدمة في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية محاضرة علمية تلخص أبحاثه الفائزة بعنوان الكيمياء الشبكية: من إستراتيجيات التصميم إلى التطبيقات، والأطر المعدنية العضوية (MOFs) كمواد ماصة وأغشية محتملة لعمليات الفصل كثيفة الاستهلاك للطاقة واحتجاز الكربون.
وتركز أبحاثه على تحسين المواد الموجودة والبحث عن أساليب جديدة لتصميم المواد الجديدة؛ إذ يعد ذلك مسارًا قيّمًا وجديرًا بالمتابعة في سبيل معالجة التحديات التكنولوجية التي تواجه البشرية، وبفضل التقدم في الكيمياء الشبكية وإستراتيجيات التصميم المختلفة التي تم تطويرها لممارستها الفعالة التطبيقات المتعلقة بالطاقة والاستدامة البيئية، طورت أبحاثه سبل معالجة عمليات الفصل كثيفة الاستهلاك للطاقة واحتجاز الكربون.
ومن جانبه قدم الباحث الأستاذ الدكتور محمد الهادي عمر المطوسي الفائز بالجائزة في مجال العلوم التخصصية الناشئة، والذي يعمل أستاذًا للكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة فلوريدا الأمريكية، محاضرة تشرح أبحاثه في مجال العلوم التخصصية الناشئة في علوم النانو بعنوان تقييم الكفاءة التحفيزية باستخدام اتحادات AuNP−Peptide، حيث قدمت بحوثه إستراتيجية لتطوير أجهزة استشعار حيوية شديدة الحساسية ومستقرة للكشف عن السرطان وتصوير الأنسجة، وقد زود الباحثين بإستراتيجية فعالة باستخدام هذا التبريد كآلية لنقل الإشارة وذلك في سبيل تطوير مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار الحيوية التحليلية.
كما قدم الدكتور محمد سلطان أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم البيئة ومدير الاستشعار عن بُعد في جامعة ويسترن ميشيغان محاضرة بعنوان مساهمات الاستشعار عن بُعد في دراسة الأنظمة الهيدرولوجية للمناطق القاحلة، استعرض فيها أهم نتائج أبحاثه التي تستخدم التقنيات المتقدمة في دراسة الأنظمة الهيدرولوجية في الأراضي القاحلة، ولمراقبة تخزين المياه الجوفية في الصحراء الكبرى وشبه الجزيرة العربية، ودراسة تأثير الأعاصير على إعادة شحن المياه الجوفية، وتحليل تأثير التغير المناخي عليها.
وفي كلية الآداب قدّم أ.د. سعيد عبد القادر يقطين الحاصل على جائزة الكويت لعام ٢٠٢٢ في مجال العلوم الإنسانية والفنون والآداب محاضرة بعنوان "نحو نظرية معرفية لدراسة الأدب".
وفي هذا الصدد تحدث أ.د. سعيد يقطين عن الأدب العربي وتأثره بالثورة الرقمية الحديثة في العالم بشكل عام، لافتًا إلى أنّ أقسام اللغة العربية رغم أنها ذات عمر طويل وتاريخ عميق لكنها لم تتجدد لتواكب تطور المجتمع.
وأشار إلى أنّ الدراسات الأدبية غنية وكثيرة لكن ينقصها التحديد في كونها نقدًا أو فنًا أو علمًا وهذا هو الالتباس المستمر الذي يحصل، مبينًا أنه لكي يتم هذا التحديد يجب أن نقيد الأسس الخاصة لكل مجال.
وأضاف "نحن أصبحنا في منطقة محايدة بين الأصالة والمعاصرة واحتفظنا فيها وهذا ما يحول بيننا وبين التطوير لأن علاقتنا بالأدب على وتيرة واحدة".
في نهاية حديثه حث أ.د. سعيد يقطين الأساتذة والطلبة على أن تكون لديهم رؤية ثقافية ليكونوا مفكرين وباحثين علميين وهنا يمكن تطوير الأدب باعتبار أنّ الأفراد هم رأس مال الأمة العربية أساس التطور.
الجدير بالذكر أنّ جائزة الكويت تهدف إلى دعم الأبحاث العلمية بمختلف فروعها وتشجيع العلماء والباحثين العرب، وتمنح الجائزة في خمسة مجالات، أربعة منها سنوية وهي العلوم الأساسية، والعلوم التطبيقية، والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، والفنون والآداب فيما تمنح الخامسة كل سنتين في مجال العلوم التخصصية الناشئة.