أقام مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت وبالتعاون مع الجمعية الكويتية للتوعية والوقاية من المخدرات "غراس" محاضرة بعنوان "العقل تحت الحصار: تأثير الاضطرابات النفسية والمخدرات على الشباب"، بحضور القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية أ.د. يعقوب الكندري، وعضو هيئة التدريس بقسم الخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية أ.د. مها مشاري السجاري، وعدد من طلبة وطالبات كلية العلوم الاجتماعية، قدمتها مدير الأبحاث والدراسات للجمعية الكويتية للتوعية والوقاية من المخدرات (غراس) والاستشارية النفسية في تخصص اضطرابات الشخصية د. كوثر الياقوت، وأدارها رئيس قسم إعداد الدراسات المستقبلية والإستراتيجية بكلية العلوم الاجتماعية د. سالم المطوع، وذلك يوم الاثنين 16/12/2024 في قاعة بنك الكويت الدولي بكلية العلوم الاجتماعية – الشويخ.
وهدفت المحاضرة إلى إبراز دور المجتمع في حماية ودعم الشباب مع مناقشة أهم التحديات الاجتماعية والعاطفية التي تزيد من خطر الإدمان.
بداية أوضحت مدير الأبحاث والدراسات للجمعية الكويتية للتوعية والوقاية من المخدرات (غراس) والاستشارية النفسية في تخصص اضطرابات الشخصية د. كوثر ملا جمعة الياقوت أنّ اختيار هذا العنوان للمحاضرة يعني أنّ العقل يستخدم مهارة خفية للتأثير على الأشخاص باستخدام سلاح فتاك وهو الخوف، لافتةً إلىأنّ الدخول في بوابة الخوف يفتح للشخص أبواب الأوهام والتوتر والاضطرابات الشخصية، لافتة إلى أنّ الشخص الذي يعاني من الهشاشة النفسية هو شخص غير قادر على أن يعيد توازنه وثباته وانفعالاته بعد الصدمة الانفعالية.
وذكرت أنّ كيفية التعامل مع الأشخاص من ذوي الاضطرابات النفسية والذاتية يأتي من كيفية التعامل مع الذات أولًا من خلال وضع إستراتيجيات في التعامل، وعليها يتم وضع خطط مستقبلية في التعامل مع الاضطرابات الشخصية والنفسية من خلال إدارة النفس، لتيسير التعامل مع هؤلاء الأشخاص من خلال تقديم الاستشارات النفسية، منبهةً على ضرورة عدم محاولةإرضاء الجميع على حساب ذاتك، والذي يعني عدم إلزام النفس بالنمط الاجتماعي للتصالح مع الذات.
وشددت الياقوت على أهمية تفنيد العلاقات المختلفة لكي يتخطى المرء أي عقبات نفسية تواجهه عن طريق اختيار التحديات قبل أن تفرض الحياة عليه تحديات عشوائية للخروج من العلاقات السامة والمنهكة والمتوترة للحصول على التوازن النفسي والوجداني، مشيرةً إلى أنّ من الإستراتيجيات المهمة الأخرى تدريب النفس من خلالالالتزام بمهارات وأنشطة متنوعة للتأقلم والخوض في تجارب جديدة والبعد عن الانكسار النفسي.
بدوره أكد القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية أ.د. يعقوب الكندري أنّ وباء الإدمان لا يزال يشكل خطراً كبيراً على استقرار المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، ويعدّ من القضايا العالمية المعاصرة التي تعاني منها كافة المجتمعات والتي تمس الأمن الوطني والاجتماعي، مشيرًا إلى أنّ الإدمان قضية غير مرئية وتمس كل أسرة، ولا يمكن حصرها، لافتًا إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة تجاه قضية الإدمان من خلال حملات التوعية والإرشاد والدور الرقابي والإعلامي وتكاتف كافة أجهزة الدولة فهي لاتزال آفة ووباء ينخر في كل بيت وأسرة، الأمر الذييستوجب من الجميع أن يفعّل دوره الرقابي خاصة الأسرة من خلال مراقبة الأبناء لعدم الوقوع في المحظور.
وأشاد أ.د. الكندري بدور الجمعية الكويتية للتوعية والوقاية من المخدرات (غراس) في إقامة مثل هذهالمحاضرات والندوات، والتي بدورها ترفع درجة الوعي بين أبنائنا الطلبة في كيفية مواجهة مخاطر الإدمان،مضيفًا "تم عمل دراسة على ثلاث جهات أساسية وهي الطب النفسي والسجن المركزي وجمعية بشائر الخير التي تعد إحدى أهم الجمعيات الرائدة في المجال التوعوي فيما يخص المخدرات، والتي كشفت أنّ هناك العديد من المتغيرات التي يجب وضعها في عين الاعتبار مع أهمية وضع البرامج الخاصة التي تمس 90% من الشباب، وتكثيف الحملات التوعوية، وتضافر كافة الجهات المختلفة لمحاربة تلك الآفة التي تمس الشباب بالدرجة الأولى، مع محاربة السلوكيات السلبية كالتدخين الذي بات بوابة لدخول عالم الإدمان.
وعلى هامش المحاضرة تم فتح باب الأسئلة حول الاضطرابات النفسية، وكيفية وضع الاختبارات النفسية لمعرفة إن كان الشخص يعاني من العقد النفسية أم لا، والعديد من التساؤلات المتعلقة بعنوان المحاضرة.