قام الدكتور ناصر محمود القطان عضو هيئة التدريس بقسم علوم الأرض والبيئة في كلية العلوم بجامعة الكويت، والمتخصص بجيوكيمياء النظائر المستقرة، بمشاركة فريق دولي من الباحثين من جامعات عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية وأيرلندا، بنشر بحث علمي عالمي كباحث أول بعنوان "منهج بحثي مستند على التسلسل الزمني التصلبي والنظائر المستقرة لتتبع مسارات انجراف الحطام مع التطبيق على حطام رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم (MH370)" في مجلةAGU Advances العلمية المحكمة.
ونظرا لأهمية البحث العلمي وتطرقه إلى مصير الطائرة الماليزية المفقودة، أحد أكبر ألغاز الطيران في العالم، فقد حاز اهتمام مجلة ناشيونال جيوغرافيك التي بدورها قابلت الباحث القطان وكتبت مقالة عن أركان البحث: نتائجه وتطبيقاته العملية المستقبلية.
وحول البحث أفاد الدكتور ناصر القطان أنّه في يوليو من عام 2015، ظهرت قطعة من جناح طائرة تعود لرحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم (MH370) مغطاة بقشريات بحرية تعرف بالبرنقيل من نوع (Lepas antifear) على أحد شواطئ جزيرة ريونيون، وذلك بعد مرور أكثر من عام على اختفاء الطائرة، مضيفًا "هنا نقدم أول علاقة حسابية عالية الدقة بين درجة حرارة المياه وتركيز نظائر الأكسجين المستقرة (δ18Ocalcite) في أصداف عينات من هذا النوع من البرنقيل التي تمت تربيتها في المختبر تحت ظروف معملية محددة سابقًا بهدف تحديد مسار انجراف هذه القطعة من الجناح ومعرفة مصدرها".
وكشف د. القطان أنّه باستخدام هذه العلاقة الحسابية الجديدة ومعدلات النمو المعروفة لهذا النوع من البرنقيل، تم تحويل بيانات نظائر الأكسجين المستقرة المنشورة لإحدى أصداف البرنقيل التي تم اكتشافها على قطعة الجناح إلى سلسلة زمنية مؤرخة لاختلاف درجة حرارة سطح البحر التي تعرض لها هذا البرنقيل أثناء انجرافه ملتصقًا بقطعة الجناح باتجاه الجزيرة، مبينًا أنّ الفريق البحثي قام بعد ذلك بتحديد التطابقات الأفضل لهذه السلسلة الزمنية مع 50,000 سجلٍ زمنيٍّ لدرجة حرارة سطح البحر تم إنشاؤها عن طريق محاكاة تتبع الجسيمات.
وتابع د. القطان "اعتمادًا على تطبيقنا الجديد، فقد تم تحديد مسار انجراف قطعة الجناح إلى الجنوب بمدى أبعد مما تم تحديده سابقًا باستخدام تركيز نظائر الأكسجين المستقرة لنفس البرنقيل؛ مما يبشر بإمكانية إعادة بناء مسار هذه القطعة من الجناح بالكامل وصولًا إلى موقع الطائرة المفقودة".
صورة