تعد المساحات الخضراء مرآةً عاكسة لتحضر وثقافة المجتمع، ورئةً تتنفس من خلالها المدن وهي في الوقت ذاته أحد مظاهر الاهتمام بالتنمية المستدامة وتحسين مفاهيم النسيج العمراني الحديثة في مواجهة الظروف المناخية القاسية في منطقتنا.
وفي هذا السياق ذكر أمين عام جامعة الكويت بالإنابة والمتحدث الرسمي باسم الجامعة أ.د. فايز منشر الظفيري أنّ جامعة الكويت اعتمدت على المساحات الخضراء كأحد أهم العناصر في تحقيق الطابع العمراني الجمالي الشمولي في حرمها الجديد بمدينة صباح السالم الجامعية بمنطقة الشدادية، مشيرًا إلى أنّ هذه المساحات بما تحتويه من أنواع الزراعات التجميلية المفعمة بالحياة تسهم كعامل محفز لمرتادي الحرم الجامعي على العمل والإنتاج، بل والإبداع والابتكار.
ونوّه بأنّه من هذا المنطلق تسعى فرق الزراعة في الجامعة لتكثيف جهودها خلال مواسم زراعة النباتات المعتمدة في بداية شهر سبتمبر وحتى نهاية شهر ديسمبر، وكذلك من بداية شهر مارس وحتى نهاية شهر مايو من كل عام؛ إذ تكون الأجواء معتدلة وبعيدة عن تأثيرات الحرارة والبرودة الشديدتين.
وأضاف أ.د. الظفيري أنّ مدينة صباح السالم الجامعية تحتوي على العديد من الحدائق والمساحات الخضراء مثل حديقة الاستقبال الجنوبية وحديقة الحرم الجامعي الشمالية، والمنطقة الخضراء الفاصلة بين مباني الكليات الشمالية والجنوبية والتي تعرف بمنطقة الواحة إلى جانب منطقة المسرح الروماني وكذلك حديقة الكويت.
حديقة الكويت
وأفاد بأن مساحة حديقة الكويت تبلغ حوالي 86,000 متر مربع، وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الحرم الجامعي مقابل مباني سكن الطلبة والطالبات، وتحوي مرتفعات مزروعة بالأشجار المختلفة كالنخيل وأشجار الواشنطونيا والكينا، وتتخللها ممرات للمشاة، إضافة إلى عدد 10 استراحات مخصصة للجلوس والراحة تحفها الأشجار المزهرة، لافتًا أنّه يمتد حول الحديقة ممر خاص لمحبي ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية أو الجري.
منطقة الواحة
أما منطقة الواحة في مدينة صباح السالم الجامعية فقد أوضح أ.د. الظفيري بأنّها عبارة عن حدائق تحتوي على أنواع من الأشجار التجميلية والمساحات الخضراء والأحواض المائية والنوافير، وأنّها تقع في المنطقة الفاصلة بين مباني الكليات الشمالية والجنوبية، مشيرًا إلى أنّه نظرًا لما تحتويه هذه الواحة من مناطق للجلوس وممرات للمشي فهي تمثل المكان المناسب لمرتادي الحرم ممن يحبون الأجواء الخارجية الطبيعية والمناطق المزروعة.
وبيّن أنّ مساحة الواحة تبلغ 126,000 متر مربع تقريباً، بطول تقريبي 1675 مترًا، كما تحتوي 7 ممرات عبور تصل الحرم الشمالي بالجنوبي وهي مكسوة بحجر الرخام الطبيعي، وتتخلل مساحات الواحة تضاريس مختلفة مثل المرتفع التلّي الذي يتوسطها وهو عبارة عن هضبة صغيرة مزروعة بالأشجار وأنواع من شجيرات الغطاء الأرضي، منوهًا بأنّ الواحة المائية تتزين بتشكيلات مائية عددها 94 تشكيلاً، منها 19 جداراً مائياً تنساب فيها المياه على حجر الجرانيت الأسود المتعرج السطح كالشلال، إلى جانب عدد كبير من البِرك والأحواض المائية التي تحيط بها التشكيلات الحجرية ومناطق الجلوس، كما تحتضن الواحة ناديين لأعضاء هيئة التدريس.
المسرح الروماني
وفيما يتعلق بالمسرح الروماني قال أ.د. الظفيري "يمثّل المسرح الروماني عنصراً ثقافياً تاريخياً يرمز للحضارة العالمية وقد تم اختياره ليجسد الدمج فيما بين الحضارة العربية المتمثلة في الواحة من جهة مع الحضارة العالمية من جهة أخرى، كما أنه نقطة تجمع ثقافي للطلاب والأساتذة، ومتنفس لتنظيم اللقاءات والندوات والعروض الطلابية في أجواء مفتوحة خارج القاعات المغلقة المعتادة".
وتابعَ أ.د. الظفيري "يقع المسرح في أقصى يمين منطقة الواحة وتبلغ مساحته الإجمالية 2161 مترًا مربعًا، وهي عبارة عن منطقة جلوس مفتوحة تتسع لحوالي 1300 مشاهد، وتنقسم إلى نصفين متطابقين بحيث تبلغ مساحة الجلوس لكل منهما حوالي 960 مترًا مربعًا، وتتسع لما يقدر بـ 650 مشاهدًا، موضحًا أن المسرح يقع في المنتصف ومساحته 192 مترًا مربعًا، إضافة لمنطقة الخدمات والتحكم الفني الملحقة به".
ونوّه بتميز المسرح الروماني بالمصاطب الحجرية التقليدية على شكل بيضاوي والتي تتداخل مع الأعشاب الخضراء، وتحف به النباتات والأشجار المتنوعة من الجانبين، مضيفًا بأن المسرح يقع في المركز بخلفيته الخشبية المميزة المتحركة لتتيح مساحة أكبر للعرض عند الحاجة.
الحديقة الجنوبية
وأفاد بأنّ الحديقة الجنوبية تتوسط منطقة المواقف الجنوبية من الحرم الرئيسي مقابل مباني الأنشطة الرياضية والكليات، وتحتوي على ممرات حركة للمشاة من كافة الجهات، وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء مساحاتها (8321 مترًا مربعًا، 14641مترًا مربعًا، 24310 متر مربع)، مشيرًا إلى امتداد البحيرات المائية على طول الحديقة بأجزائها الثلاثة وبشكل محوري من الشمال إلى الجنوب؛ حيث يحاذيها صفان من أشجار النخيل، كما تقابل الشوارع العرضية شلالات مائية وتحيط بالبحيرات المائية مسطحات خضراء واسعة تتخللها ممرات للمشاة وأماكن مخصصة للجلوس والاستجمام، إضافة لوجود خمسة أكشاك خشبية لخدمة مرتادي الحديقة.
الحديقة الشمالية
وحول الحديقة الشمالية ذكر أ.د. الظفيري أنها المدخل الرسمي والرئيسي للحرم الجامعي بمدينة صباح السالم الجامعية؛ حيث إنها تتوسط مجموعة المباني الإدارية بالحرم، وهي تمثل عنصر ربط حركي بين تلك المباني، لافتًا أنها تعدّ متنفسًا للموظفين والزائرين لتلك المنطقة بما تحتويه من عناصر مائية ومسطحات خضراء وأماكن مظللة، ويعتمد تصميمها الحدائقي على العنصر المائي المستمر والمحوري بامتداد طول الحديقة من الجنوب إلى الشمال، وهو يمثل مرآة تعكس ما حولها من أشجار ونباتات جميلة ومتميزة.
وأفاد بأنّ مساحة الحديقة الشمالية الإجمالية تبلغ 57,492 مترًا مربعًا تقريباً، وتنقسم إلى جزئين أولهما الجزء الجنوبي من الحديقة ويقع مقابل قاعة المؤتمرات مباشرة، ويتكون من بحيرات بامتداد طول الحديقة وتعلوها 4 جسور من الحجر للوصل بين ممرات المشاة على جانبي الحديقة كما توجد بها مناطق مظللة موزعة على الجانبين.
وأضاف بأنّ الجزء الشمالي مساحته أكبر ويستمر فيه المجرى المائي الموجود في الجزء الجنوبي، ولكن على شكل قنوات مائية رشيقة تتفرع يميناً ويساراً لتتداخل مع المناطق الخضراء المحيطة، كما يحتوي على أشجار متنوعة وممرات مظللة للمشاة.
صورة