أقامت كلية العمارة معرضا لمشاريع طلبة السنة الأولى (مقرر مبادئ التصميم) والذي يعتبر الأول من نوعه في الكويت، ويقدم تجربة فريدة من خلال استخدام معلبات الطعام في إنشاء مجسمات معمارية تحمل معاني مختلفة، باستخدام 6000 علبة، بإشراف أستاذ المقرر د. يوسف الهارون وبحضور عميد كلية العمارة بالتكليف د. عادل المؤمن ورئيس قسم العمارة د.شيخة المباركي، وأعضاء هيئة التدريس والهيئة التدريسية المساندة والمعماريين والطلبة وأولياء الأمور، وذلك في قاعة المعارض في كلية العمارة بالحرم الجامعي في العديلية.
ومن جانبه ذكر أستاذ المقرر د. يوسف الهارون أن المعرض قدم عمليا نتاج طلبة كلية العمارة، وكيف يعمل كل منهم انطلاقا من فكرة أو رؤية في المطلق ويحولها إلى مشروع معماري يتمثل في مجسمات تحمل رسائل مختلفة تعبر عن حال من الإبداع المعماري الذي يحظى بمواصفات كاملة وعملية، مؤكدا أهمية هذه المعارض ودورها في تحفيز الطلبة للمزيد من الإبداع والجهد ويتيح لهم الاطلاع على مشاريع الآخرين والاستفادة منها.
وأشار د. الهارون إلى أن الهدف الأساسي هو ربط المقرر الدراسي بالعمل الخيري من خلال التبرع ب 6000 علبة غذائية للجان الخيرية التي توفرها للأسر المحتاجة خلال شهر رمضان المبارك، موضحاً أن العمل الخيري يتيح فرصا لتعزيز الأواصر الاجتماعية، والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولاً ومرونة، كما تعد المشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية مطلبا دينيا واجتماعيا وحاجة إنسانية، إلى جانب أن أهمية الدراسة هي من أهمية العمل التطوعي الخيري ودوره في إكساب القيم والاتجاهات الإيجابية وصقل شخصية الأفراد وتعميق الانتماء للمجتمع.
أشار د.الهارون إلى أن الطلبة شكلوا 5 فرق عمل وكل فريق ضم 3 إلى 4 طلبة، مبيناً المواضيع المختلفة التي جسدها الطلبة من خلال المجسمات التي صنعوها وجميعها مرتبطه بالعمل الخيري، فقد شكّل الفريق الأول مشروع "الجدران" وكيف للإعلام أن يحجب الحقيقة الكاملة وتضليل الناس إما لأسباب سياسية أو أجندات موجهة قد تضلل البشر، أما المشروع الثاني فجسد "العواطف والمشاعر" فكان المجسم عبارة عن انحناءات ومنعطفات تمثل مشاعر الفقراء والمحتاجين، حيث أن أسوأ ما يشعر به الفقير هو انعدام ثقة الفقير بالمجتمع وفقدان احترامه لمبادئ التعايش، والأبواب التي تُغلق في وجوههم ما يترتب عليه من تآكل قيم الكفاح والاجتهاد والعصامية والنزاهة للوصول إلى الطموح والآمال، بالإضافة إلى فقدان الرغبة في الحياة، وما ينتج عنه من البحث عن المهالك والانخراط في أعمال الإجرام والارتزاق في الحروب والصراعات لأجل كسب المال القذر، ومحصلة كل ذلك من الإخلال بحياة الفقير نفسه.
أما المشروع الثالث فتطرق إلى موضوع "سلّم الجنة" فالعمل الخيري هو طريق الإنسان إلى الجنة في كل الأوقات خاصة في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه حسنات المؤمن، فكلما قام بتقديم معروف يرفع الله بها درجاته إلى الجنة، فيما كان المشروع الرابع عن "العائلة" وعن أهمية الترابط الأسري ودورها في المجتمع، بأنه ينشئ أفراد فاعلين، ويعمل على زيادة إنتاجيتهم، وإنشاء أفراد ذي مستويات عالية من الثقة بالنفس والتي اكتسبوها من تأثير الأسرة المترابطة على صحتهم النفسية والتي تميزت بسلامتها ومناعتها ضد ما يواجهها من مشاكل، كما أن ذلك يقودنا لإنشاء مجتمع تسوده أجواء المحبة والطمأنينة والسلام، نتيجة القيم التي غرسها هذا الترابط، والتي ستؤدي إلى نهضة المجتمع وتقدمه، وأخيراً مشروع "السفينة" التي تمثل الكويت وعطاءها، حيث أن أعمال الخير والإحسان ركائز سامية جبل عليها أهل الكويت منذ القدم وتوارثتها الأجيال مجسدين بذلك أصالة معدنهم وشغفهم بالمسارعة لعمل الخير والعطاء لتخفيف معاناة الفقراء والمساكين والمنكوبين في مختلف أنحاء العالم.
وأشاد د. الهارون بمهارات الطلبة كونهم مستجدين في السنة الاولى حيث ساهموا في ترجمة أفكارهم وتحويلها إلى مجسمات وفنون معمارية خلاقة تجمع بين العلم والابتكار، معرباً عن فخره واعتزازه لتقديمهم أعمالا شيقة ومميزة، تحمل بصمات إبداعية.
وأعلن د.الهارون عن فريق الطلبة الفائز بجائزتي أفضل تصميم وأكثر تصميم شعبي People’s Choice Award هم: حصه الفارس، لولوة العزاز، ودلال الخضير، أما جائزة أفضل تصميم
Most Creative Design فقد فاز بها حسن أنصاري، غالية الزعبي، ديمة الرشدان، وسارة الرشدان.
صورة