أطلقت الكويت اليوم الثلاثاء الموافق 3 يناير 2023 في تمام الساعة 5:57 مساءً، أول قمر اصطناعي كويتي " كويت سات 1" المنبثق من جامعة الكويت بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وبتعاون إقليمي مع مركز محمد بن راشد للفضاء وتعاون عالمي مع جامعة بولدر في ولاية كولورادو، بالإضافة لعدة أقسام في كليتي العلوم والهندسة والبترول، حيث تم الإطلاق على متن الصاروخ ( Falcon 9) التابع لشركة SpaceX، من قاعدة (Cape Canaveral ) للقوات الجوية بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك يكون كويت سات 1 هو أول قمر تطلقه SpaceX لسنة 2023، لتصل أول إشارة للمحطة الأرضية إلى كلية العلوم في جامعة الكويت( مدينة صباح السالم الجامعية) بزمن قدر ب 4 ساعات، وهي إشارة تشمل نسبة البطارية وبيانات متعلقة بصحة جاهزية أنظمته وأجهزته، ليبدأ العمل بعدها في المحطة الأرضية ويتركز بالقيام بالاختبارات المطلوبة وتجهيز القمر للقيام بدوره ومهمته المطلوبة.
تحت رعاية جامعة الكويت بشعار (الكويت إلى الفضاء) وبحضور معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حمد عبد الوهاب العدواني والمدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور خالد الفاضل وحضور مدير جامعة الكويت بالإنابة الأستاذة الدكتورة سعاد محمد الفضلي وأمين عام جامعة الكويت بالإنابة الأستاذ الدكتور فايز منشر الظفيري والقائم بأعمال عميد كلية العلوم الدكتور محمد بن سبت وقياديي جامعة الكويت وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية والمؤسسات الحكومية في دولة الكويت منها الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية والسفير الأمريكي لدي دولة الكويت جيمس هولسنايندر. وأقيم الحفل على مسرح كلية العلوم الجنوبي بمدينة صباح السالم الجامعية.
احتفت جامعة الكويت بهذا الحدث التاريخي الذي حظي باهتمام وتفاعل جميع وسائل الإعلام الكويتية، والتي قامت بنقل الحدث من مواقع عدة (مول 360 – مروج -جمعيتي الخالدية والروضة التعاونية)، إضافة إلى عرض الصور واللقطات على مبنى شركة أوريدو.
وبهذه المناسبة هنأ معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حمد عبدالوهاب العدواني مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد حفظه الله وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظه الله والشعب الكويتي كافة على هذا الإنجاز التاريخي لدولة الكويت بإطلاق القمر الاصطناعي الأول كويت سات 1 اليوم، موضحاً أن هذا التوجه يأتي تماشيا مع رؤية دولة الكويت 2035.
وأعرب د. العدواني في تصريح صحافي اليوم عن فخره بجهود القائمين على هذا المشروع الوطني برئاسة الدكتورة هالة الجسار ومجموعة من شباب وشابات جامعة الكويت الواعدين المبدعين، ممن وضعوا لهم بصمة في نقل الكويت إلى عالم الفضاء لتكون في مصاف الدول الإقليمية الرائدة في هذا المجال.
كما أشاد د. العدواني في الوقت ذاته بجهود جامعة الكويت وتعاون الأقسام العلمية من مختلف الكليات لإنجاز هذا المشروع بصورة مشرفة بدعم ومتابعة حثيثيْن من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
ونوه العدواني بأن إطلاق مثل هذه المشاريع بهذا الحجم سيكون له أثر إيجابي على جامعة الكويت، وسيظهر ذلك جليا في تطوير قدرات الطلبة ودخولهم في أبحاث الفضاء بشكل لافت.
وأوضح د. العدواني بأن هذا المشروع الوطني له أهمية إستراتيجية واقتصادية كبرى لدولة الكويت عن طريق إثراء الجانب العلمي والبحثي والمعلوماتي للعديد من جهات الدولة من خلال تزويدهم بالبيانات التي يوفرها هذا القمر الاصطناعي، كما يعد هذا المشروع انطلاقة لمركز لأبحاث وتطوير صناعة الفضاء لدولة الكويت مما سيفتح آفاقاً للاقتصاد الوطني القائم على المعرفة، وسيسهم هذا المشروع في بناء قدرات الكوادر الوطنية وتدريبها على تصميم الأقمار الاصطناعية، والذين يمثلون رأس المال الإبداعي البشري الذي نعمل على الاستثمار فيه تعزيزا لخطة التنمية وتحقيقا لرؤية الدولة.
وأكد د. العدواني أن القيادة العليا من أشد الداعمين لهذا المشروع، وهي تنظر بعين الفخر والرعاية لشبابها الطموح والمبدع ، متطلعة إلى مزيد من التقدم في هذا المجال على أيدي الكوادر الوطنية الشابة، والاستفادة من كل التطبيقات البحثية والعملية لهذا المشروع مما سينعكس إيجاباً على تطور الوطن وتقدمه في الجانب العلمي والبحثي.
ومن جانبها قالت مدير جامعة الكويت بالإنابة أ.د. سعاد محمد الفضلي: "نحتفي هذا اليوم بحدث تاريخي بإطلاق أول قمر اصطناعي (KuwaitSat-1) من ولاية فلوريدا الأمريكية، قاعدة كاب كنفرال بواسطة Spacex Falcon 9، وهو قمر تعليمي انبثق من قسم الفيزياء بجامعة الكويت بالتعاون مع أقسام أخرى في كلية العلوم والهندسة، بمشاركة فريق المشروع الوطني للقمر الاصطناعي وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي"، معربة عن فخرها بأن تكون جامعة الكويت رائدة القطاع الفضائي في الكويت.
وأفادت أ.د. الفضلي بأنّ هذا المشروع جاء نتيجة تعاون مشترك بين عدد من جهات الدولة ورعاية كريمة من القيادة العليا، وجهود متواصلة من أعضاء هيئة تدريس وطلبة جامعة الكويت استمرت ما يقارب ٤ سنوات من التدريب، ويمثل أهميةً كبرى لدولة الكويت تتماشى مع رؤية كويت 2035 بدعم رأس المال البشري الإبداعي بالاعتماد على الكوادر الوطنية وتدريبها على تصميم الأقمار الاصطناعية النانومترية.
وأوضحت أ.د. الفضلي أنّ هذا المشروع يعزز الاقتصاد المتنوع المستدام من خلال بناء القطاع الفضائي في الكويت؛ حيث شغل الاقتصاد الفضائي حيزًا كبيرًا من الاقتصاد العالمي الذي تتسابق دول العالم نحو تطويره، مؤكدةً أنّ جامعة الكويت تسعى لأن يكون لها دورٌ فعّال في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء؛ حيث يتم العمل على إنشاء مركز وطني مختص بأبحاث ومشاريع الفضاء في الكويت، وعلى تطوير القمر الاصطناعي الكويتي الثاني والذي سيتم بناء بعض الأجزاء منه في جامعة الكويت.
وفي الختام توجهت أ.د. الفضلي بالشكر للقائمين على هذا المشروع، سائلةً من الله عز وجل التوفيق لما فيه مصلحة هذا البلد.
وبدوره قال القائم بأعمال عميد كلية العلوم الدكتور محمد بن سبت في كلمته بمناسبة إطلاق القمر الاصطناعي الأول كويت سات 1“ إنّ الكويت اليوم تسمو في الفضاء، وأحلامنا تعانق السماء بإنجاز شبابنا الطموح بجامعة الكويت الذين سطروا مرحلة جديدة من التحدي العلمي والريادة"، مشيدًا بدور شباب الكويت في هذا الإنجاز، ومؤكدًا أنهم قادرون على المنافسة والريادة برؤيتهم الجادة والعمل الدؤوب للتغلب على التحديات.
وأضاف د. بن سبت أنّ هذا الإنجاز يعكس التحصيل العلمي المتميز لطلبة جامعة الكويت ومستوى مخرجات طلبة الجامعة العالي، وكفاءتهم وتميزهم وإصرارهم على التغلب على جميع التحديات والعمل كفريق واحد.
كما أوضح بأن هذا الإنجاز جاء محققًا لرؤية الكويت ببناء المشروع الوطني للقمر الاصطناعي الكويتي الأول Kuwait sat 1 والذي يسهم في وضع دولة الكويت في مصاف الدول الرائدة في قطاع الفضاء، ويشكل انطلاقة للمزيد من الإنجازات الوطنية المستقبلية القادمة في مجال علوم الفضاء، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز الذي جاء بمبادرة من كلية العلوم ممثلة بقسم الفيزياء وبمشاركة كلية الهندسة والبترول وبدعم مشكور من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي يعدّ مفخرة للكويت وجامعة الكويت.
وأعرب د. بن سبت عن فخره بهذا الإنجاز الوطني الذي يبرز دور جامعة الكويت وكلية العلوم في مواكبة التطورات العلمية وسعيها لأن تكون في مصاف الجامعات المتقدمة بمراكزها البحثية الرائدة؛ وذلك من خلال إنشاء مركز عمليات التحكم بالمحطة الأرضية للقمر الاصطناعي بمبنى الكلية الشمالي يُعنى بعلوم الفضا ءومختبر الاستشعار عن بعد بالمبنى الجنوبي للكلية بالإضافة لطرح برنامج معني بعلوم وتكنولوجيا الفضاء قريبا في جامعة الكويت.
وفي الختام تقدم د. بن سبت بالتهنئة إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظهما الله ورعاهما وإلى القيادة الحكيمة على هذا الإنجاز، سائلاً الله عز وجل التوفيق للجميع.
ومن جانبها استعرضت مدير المشروع الدكتورة هالة الجسار مراحل انطلاق القمر الاصطناعي بالصاروخ falcon9 والتي تمت على مرحلتين للصاروخ الذي يحمل 114 قمراً اصطناعياً من الأقمار التعليمية النانوميترية عبر بث حي لقاعدة (Cape Canaveral ) للقوات الجوية بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية لنقل العد التنازلي وشرح خطوات الإقلاع والانفصال والوصول للمدار الفضائي، لتعلن بذلك دخول دولة الكويت للفضاء.
وأضافت د. الجسار أن للمشروع هدفين أحدهما إستراتيجي وهو خلق قدرات وطنية قادرة على بناء وإدارة وتشغيل المشاريع الفضائية في الكويت وتأسيس أول مختبر فضائي في جامعة الكويت، والآخر علمي وهو أخذ صور عالية الدقة من الكاميرا المركبة في القمر الاصطناعي لتطبيقات مختلفة، ويستفاد من هذا المشروع في الاستخدامات البيئية وتخطيط المدن ورصد ظواهر السواحل وسطح البحر.
وبدوره بين المدير الأكاديمي للمشروع الدكتور ياسر عبدالرحيم أن القمر سيدور حول الأرض وهو مزود بكاميرا عالية الدقة ترسل صوراً إلى الكويت ليتم تحليلها من فريق التطبيقات حسب تخصص كل فرد فيه؛ فالمتخصص في علوم البحار سيتولى بحث البحر وتغير لونه والمد الأحمر والتلوث النفطي وتأثيراته وعمل أبحاث وتقارير تفيد الكويت، كما سيبحث المتخصص في الهندسة المعمارية الحالة العمرانية ليفيد الدولة والمحيط العلمي.
هذا وقد أوضح نائب مدير المشروع د.أحمد الكندري أنه استُثمر في هذا الفريق استثمارًا كاملاً، وتم تحويله من تخصصات مختلفة إلى مسار موحد لدراسة علوم وأبحاث الفضاء ليتم تقسيمهم بعد ذلك إلى فرق متنوعة منها: الفريق الفني ومهمته فحص القمر وبرمجته واختباراته والتعامل مع أجهزته وأنظمته، وفريق المحطة الأرضية يجدول عبور واستقاء المعلومات من القمر، مبينا أنه في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة سيتم فحص القمر مع الفريق الفني ليتسلم الصور ويصنفها ويتولى أرشفتها ويحلل الحالة الفنية للقمر ومدى سلامته، إضافة إلى فريق التطبيقات والذي يعنى بتحليل الصور ويضم جامعيين من تخصصات متعددة في علوم البحار والجيولوجيا والهندسة المعمارية والبيئية وجميع التخصصات التي تستفيد من نتائج العمل الفضائي.
وبدورها ذكرت الرئيس التنفيذي للتقدم العلمي للنشر من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ليلى الموسوي بأن المؤسسة دعمت هذا المشروع الوطني منذ بدايته، متأملة أن يكون هذا الإنجاز حجر أساس لإنشاء مركز لأبحاث الفضاء في دولة الكويت، معربةً عن فخرها بتحقق هذا الإنجاز بأيدي كوادر وطنية شابة متطلعةً إلى دخول دولة الكويت في مجال أبحاث الفضاء بالمستقبل القريب.