نظمت وحدة تطوير القيادة بقسم الإدارة التربوية في كلية التربية بجامعة الكويت حلقة نقاشية تحت عنوان "التحديات التي تواجه التعليم العام ما بعد جائحة كورونا" تحت رعاية القائم بأعمال رئيس القسم الأستاذ الدكتور جاسم الحمدان، وشارك في الحلقة نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية في القسم.
بدوره ذكر القائم بأعمال رئيس قسم الإدارة التربوية أ. د جاسم الحمدان أن هذا النشاط هو الأول لوحدة تطوير القيادة حيث يسعى قسم الإدارة التربوية في كلية التربية من خلال وحدة تطوير القيادة إلى تطوير المهارات القيادية بالتعاون مع شرائح المجتمع القيادية في القطاعين الخاص والعام، لتكون لجامعة الكويت مساهمات مجتمعية لا تقتصر على العاملين في المجال التربوي بل تتعداه إلى مختلف القيادات الاقتصادية والاجتماعية المدنية والعسكرية.
وأشار إلى أن الوحدة تسعى من هذا التطوير القيادي إلى زيادة فاعلية المؤسسات المجتمعية وحيويتها لتكون قادرة على مواكبة المستجدات لتتوافق مع متغيرات الحياة المستقبلية وتحقيق التنافسية، لافتاً إلى أن الهدف من هذا التطوير القيادي أن يتعدى حدود الحاضر ليمتد أثره على المستقبل.
ومن جهتها أشارت عضو هيئة التدريس في قسم الإدارة والقيادة التربوية الدكتورة أمل الصالح إلى التحديات التي تواجه التعليم وإفادة البنك الدولي في هذا الشأن بأن التعليم سينخفض بشكل عام بسبب جائحة 19-COVID ،مع خسارة 9.0- 3.0 سنة من الدراسة، مما يؤدي إلى فقدان تراكمي في التعليم، حيث أن معظم الأطفال الذين يفقدون المهارات قد لا يستطيعون تعويضها واللحاق بأقرانهم، لافتة إلى أن الفاقد التعليمي يعرف بأنه فقد خاص أو عام للمعرفة أو المهارات التي تؤثر بشكل سلبي على النجاح الأكاديمي، ويكون شائعاً بسبب الانقطاع الطويل أو القصير في تعليم الطالب.
وأشارت إلى أن نتائج أسباب الفاقد التعليمي في الكويت ترتبط في الجانب الأول منها بالتدريس عبر الانترنت وذلك لعدم وجود تفاعل مباشر مع الطالب وغياب التدريس العملي وعدم مراعاة الفروق الأكاديمية للطالب والوقت المحدود للفصول الافتراضية وعدم استعداد المعلمين للتغيير من أشكال التدريس التقليدية إلى أشكال التدريس عن بعد، موضحة أن الجانب الثاني من نتائج أسباب الفاقد التعليمي في الكويت ترتبط بالطلاب وذلك لمشاركة الوالدين في حل الواجبات المنزلية وضعف حضور الفصول الافتراضية والسلوك غير الاخلاقي "الغش" وانخفاض التركيز وانخفاض الدافع أثناء الحصص الافتراضية.
ومن جانبها سلطت عضو هيئة التدريس في قسم الإدارة التربوية الدكتورة منيرة الهيلم الضوء على جودة التعليم وكافة المعايير ومؤشرات الأداء التي يجب أن تتصف فيها كافة عناصر العملية التعليمية بمدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها وذلك لتحقيق الغايات المنشودة، مشيرة إلى أن التداعيات السلبية لازمت كوفيد -١٩ وأثرت على تراجع المستويات التعليمية في كافة أنحاء العالم بشكل كبير، حيث تسببت الجائحة في أكبر انقطاع في الأنظمة التعليمية في العالم و قد تضرر ما يقارب ٦.١ بليون من طالبي العلم في أكثر من ١٩٠ دولة، وأثرت عملية إغلاق المدارس على ٩٤ ٪من الطلاب حول العالم .
وأوضحت بأن الآثار السلبية لظاهرة كورونا على جودة العملية التعليمية تنقسم إلى آثار قصيرة المدى وآثار بعيدة المدى، وكذلك آثار تحصيلية واجتماعية فضلاً عن التفاوت في الحصول على الفرص التعليمية وحدوث زيادة في معدلات التسرب ووجود تضخم في الدرجات وانتشار ظاهرة الغش إلى جانب وجود تراجع في المهارات المكتسبة وضعف نواتج التعلم المهارية والوجدانية وضعف الدافعية لدى الطلاب.
ومن جهتها تطرقت الأستاذ المساعد بقسم الإدارة التربوية الدكتورة فاطمة محمد اللميع إلى الشراكة المجتمعية خلال جائحة كورونا والدروس المستفادة منها طبيعة العلاقة بين الأسرة والمدرسة والتي من المفترض أن تكون علاقة تعاون وتكامل من أجل تحقيق أهداف التعليم الذي يساهم في نجاح تجربة الطالب التعليمية.
وقد أشارت اللميع إلى أن الجائحة أظهرت ضبابية العلاقة بين الأسرة والمدرسة والدور المطلوب من الأب والأم في دعم تعلم أبنائهم وعدم الفهم العام لدور الأسرة وطرق بناء بيئة أسرية مناسبة للتعلم ولذلك من الضروري تعزيز الشراكة المجتمعية مع الأسرة مما يساهم رفع الوعي المجتمعي على المدى القصير والطويل.
وفي السياق ذاته سلطت الأستاذ المساعد بقسم الإدارة التربوية الدكتورة أمل الأنصاري الضوء على دور القيادات التربوية في إدارة الأزمات التعليمية في ضوء التحديات المستقبلية، مشيرة إلو الجهود المادية والبشرية التي سعى إلى تسخيرها مدراء المدارس خلال الجائحة والتي عززت قدراتهم في التعامل مع الأزمة التعليمية حسب متطلبات الموقف مع وجود بعض القصور ولكن ذلك بسبب ضعف المساندة في الجانب التنموي المهني.
وأشارت الأنصاري إلى ضرورة الأخذ بدليل القيادات المدرسية في التعامل البيئة المدرسية الذي تم طرحه من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي أشارت إلى تعزيز السلامة الصحية في المدرسة وأيضاً تقديم المساندة النفسية للمعلمين بسبب الضغوطات التي سببتها الأزمة فيحتاجون القيادات المدرسية التي تحفز وتلهم المعلم لتجاوز التحديات الطارئة إلى جانب الدعم المادي والتدريبي، لافتة إلى أن الجائحة قدمت فرصة ذهبيه لأصحاب القرار لإعادة النظر في الخطط التربوية وأنه حان الوقت لدراسة هذه المعطيات لقيادة التعليم في الكويت وفق خطة تربوية ذات رؤية مستقبلية طويلة المدى.
وفي الختام كرم أ.د. جاسم الحمدان المشاركين بالحلقة النقاشية رئيسة وحدة تطوير القيادة د. أمل الصالح ومديرة الحلقة النقاشية د. أمل الأنصاري والمشاركين من د. منيره الهيلم و د. فاطمة الميع.
صورة