الصباح: أنظمة المعلومات الجغرافية نقطة تحول بارزة في التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والبلاد
العلي: ملتقى مثالي للمتخصصين في العلوم المكانية بمختلف التخصصات ووسيلة للتواصل المباشر مع فئة الشباب الكويتي
سلمان: انشاء نظام معلومات جغرافي ضرورة ملحة وأداة تحليلية علمية حاسمة وفاعلة للإسهام في عملية دعم واتخاذ القرار
تحت رعاية وحضور الرئيس الفخري للمجموعة الكويتية لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية معالي الشيخ أحمد العبد الله الجابر الصباح نظمت وحدة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت وبالتعاون مع المجموعة الكويتية لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية KGUG والشريك الاستراتيجي للمجموعة شركة أوبن وير الممثل الحصري لشركة " ايزري " الرائدة عالمياً في أنظمة العلوم البيئية ونظم المعلومات الجغرافية، احتفالية خاصة بذكرى اليوم العالمي لأنظمة المعلومات الجغرافية GIS DAY في كلية العلوم الاجتماعية وذلك بمشاركة خمسة جهات حكومية وهي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، معهد الكويت للأبحاث العلمية، الهيئة العامة للبيئة، الهيئة العامة للمعلومات المدنية، ووزارة الكهرباء والماء والطاقة، وبحضور القائم بأعمال العميد المساعد للشئون الطلابية في كلية العلوم الاجتماعية د. محمد السهلي، ورئيس قسم الجغرافيا أ.د عبيد العتيبي، ورئيس وحدة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد د.نايف الغيص.
وبهذه المناسبة أعرب الرئيس الفخري للمجموعة الكويتية لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية معالي الشيخ أحمد العبد الله الجابر الصباح عن سعادته البالغة بتنظيم هذه الاحتفالية في الكويت والتي تتزامن مع احتفاليات نظيرة في كافة دول العالم بمناسبة اليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية GIS day، والتي شكلت منذ انطلاقها نقطة تحول بارزة في التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم لاسيما الكويت، مشيراً إلى استخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية في مختلف مناحي الحياة، خاصةً في الآونة الأخيرة بمواجهة جائحة كورونا، واعتماد بعض الجهات البحثية العالمية الكبرى مثل جامعة جون هوبكنز الأميركية عليها في متابعة انتشار الوباء وانحساره لحظة بلحظة.
وبين أن أنظمة المعلومات الجغرافية هي محوراً أساسياً في منظومة العمل المتكاملة لتحقيق رؤية كويت جديدة 2035، بل إنها حجر الزاوية للاستدامة ومواصلة النمو والإنجاز على كافة الأصعدة والمستويات، لافتاً إلى الاستخدامات العديدة للجي آي اس ومن أهمها حماية البيئة والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، إضافة إلى مكافحة التصحر ومواجهة نفوق الأسماك من خلال تقنيات الاستشعار المبكر.
وتوجه بجزيل الشكر ووافر التقدير لكل من ساهم في تنظيم الاحتفالية بداية من أعضاء المجموعة الكويتية لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية، ومروراً بجامعة الكويت التي استضافت الاحتفالية، وكل الجهات الداعمة والمشاركة في التنظيم ووصولاً إلى الشريك الاستراتيجي شركة أوبن وير ووسائل الإعلام المختلفة.
وبدوره قال عضو المجموعة الكويتية لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية والأستاذ في جامعة الكويت الدكتور جاسم العلي أن الاحتفال باليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية يستهدف بالدرجة الأولى توعية المجتمع بتقنيات الأنظمة الجغرافية وتطبيقاتها المتنوعة، مما يساهم في تعزيز التعاون بين الجامعة، والقطاعين العام والخاص، عبر التواصل مع المختصين بتقنيات الجيومكانية واستخداماتها التي تتزايد يوماً بعد يوم في ظل التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع الذي يشهده العالم، مشيراً لاحتفال أكثر من 100 دولة حول العالم باليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية من خلال تنظيم فعاليات مختلفة تشترك جميعها في انطلاقها بذات اليوم.
وأردف قائلا أن الاحتفالية تعد ملتقى مثالي للمتخصصين في العلوم المكانية بمختلف التخصصات، ووسيلة ناجعة وفعالة للتواصل المباشر مع فئة الشباب الكويتي لمشاركتهم أهم استخدامات تكنولوجيا أنظمة المعلومات الجغرافية، وعلمها المتخصص في دراسة المكان، مؤكداً على مساهمة الحدث في بناء جسور التعاون ما بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الحكومية والخاصة المهتمة بالمجال ونشر ثقافة نظم المعلومات الجغرافية والاطلاع على الجديد في اطاره من خلال تجمع علمي يضم العديد من المتخصصين وطلبة العلم في رحاب جامعة الكويت.
ولفت العلي إلى مشاركة العديد من الجهات الحكومية والرسمية والتطوعية والأهلية في الاحتفالية التي تواصلت على مدى أربع ساعات، سواء بحضور الفعاليات أو المشاركة ضمن المعرض المقام على هامشها، موضحاً المشاركات البارزة للمؤسسات الحكومية ذات الطابع التعليمي والبحثي في الاحتفالية حيث قدم معهد التدريب الإنشائي التابع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من خلال قسم الهندسة المدنية برامج تخصصية في مجالي مسح الأراضي والرسم الهندسي، تؤهل منتسبيها للعمل على الأجهزة المساحية المتطورة والحواسيب والبرامج الحديثة المعتمدة والتي تواكب آخر مستجدات سوق العمل في دولة الكويت.
وأضاف أن قسم نظم المعلومات الجغرافية الفريد من نوعه في الكويت والتابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية استعرض تطبيقاته الخاصة بالتحليل المكاني التي تجمع بين نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، ونظام تحديد المواقع العالمي، وذلك لمساعدة المؤسسات وباحثي المعهد في الحصول على البيانات واستخدامها في تكوين تصورات تفاعلية مفيدة عن المواقع الجغرافية، مما يمكنهم من تفسير البيانات والاستعلام عنها، وتصورها بصورة توضح أنماط العلاقات المتبادلة بين مختلف التوجهات البيئية والاجتماعية، إضافة إلى تطبيقات مختبر الاستشعار عن بعد الذي يتولى مهمة إجراء التقييم والرصد البيئي، وتزويد العامة في الكويت والمجتمع العالمي بمعلومات موضوعية يمكن الاعتماد عليها.
وأشار العلي أيضاً إلى التقدم الكبير والسريع في التكنولوجيا ونظم المعلومات الجغرافية خلال العشرين سنة الماضية واكبه كذلك تغيير لصحائف التخرج بقسم الجغرافيا بما يتماشى مع التقدم العلمي للمعلومات المكانية وأخيراً تم تحديد مسار كامل لتخصص علم المعلومات الجغرافية ( جي أي أس والاستشعار عن بعد) لتخريج طلبة متميزة علمياً وعملياً للعمل في جميع مؤسسات الدولة.
وأشار إلى أبرز الفعاليات التي تضمنتها الاحتفالية ومنها تقييم خمسة مشاريع لنظم المعلومات الجغرافية لطلبة الماجستير، ومسابقة فكر واربح التفاعلية لطلاب الجامعة والحضور في الاحتفالية.
ومن جهتها أكدت المدير التنفيذي لشركة أوبن وير سناء سلمان على أهمية نظم المعلومات الجغرافية ودورها في العالم اليوم، مشيرة إلى أن إنشاء وتطوير نظام معلومات جغرافي لأي جهة أو مؤسسة أو إدارة لم يعد أمرًا اختياريًا في عصر المعلومات الرقمية الضخمة والمتغيرة، بل أصبح ضرورة ملحة وأداة تحليلية علمية حاسمة وفاعلة للإسهام في عملية دعم واتخاذ القرار.
وأضافت أن العديد من الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية في الداخل وفي العالم تدرك أهمية نظام المعلومات الجغرافي ودوره في مساعدتها على إدارة مهامها من خلال تخزين وإدارة ومشاركة بياناتها مع العديد من الوحدات والأقسام داخل المؤسسة الواحدة ومع العديد من الجهات الخارجية، والتي على ضوئها يتم وضع الاستراتيجيات التخطيطية والتطويرية لرفع كفاءة الأداء والجودة، مؤكدةً حرص " أوبن وير" على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية بشكل دوري وعودتها الآن لتنعقد بشكل فعلي وليس مرئي كما حدث خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، لما لهذا الملتقى من أهمية للتأسيس لمستقبل جديد وعمل دؤوب في تفعيل وتعزيز التعاون بين الجهات الخارجية والأكاديمية مثل جامعة الكويت، وانعكاس ذلك على ربط سوق العمل بالإمكانات العلمية والتقنية لمنسوبي الجامعة من الباحثين والخريجين من الطلاب والطالبات في مختلف التخصصات المكانية.
ولفتت سلمان إلى المشاركات المتميزة للجهات الحكومية المؤثرة والمهمة في الاحتفالية، حيث قدمت الهيئة العامة للمعلومات المدنية عرضاً يوضح دورها في توفير خدمات نظم المعلومات الجغرافية عبر بوابة المعلومات المكانية التي تقدمها للجهات الحكومية والقطاع الخاص والتي تجاوزت 170 جهة، ولتي يمكنها الاستفادة من الخدمات المجانية المتاحة على البوابة المكانية لهيئة المعلومات المدنية ومنها خريطة الأساس لدولة الكويت باللغتين العربية والإنكليزية، وخدمات الاستعلام عن العناوين ومواقعها وخدمات (كويت فايندر) وغيرها من الخدمات ضمن بيئة آمنة ومحمية تشكل حماية البيانات وخصوصيتها فيها العنصر الرئيسي.
كما قدمت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة مثالاً حقيقياً لتعريف الطلبة بأهمية استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية خلال الأعمال اليومية لدى الوزارة مثل أعمال المسح الميداني التي تقوم بها في المناطق المختلفة بأرجاء الكويت ضمن قطاع الشبكات الكهربائية بهدف التقليل من فترات الانقطاعات عن القسائم عبر تتبع مصدر العطل من خلال المعلومات المدونة في النظام والإسراع بإصلاحه، وذلك من خلال التوفير على المستهلكين فترة الانتظار في إعادة التيار في حال وجود أعطال لأن البيانات الرئيسية التي تحتاجها فرق الطوارئ ستكون جاهزة ومدونة في النظام، حيث سيتم اختصار فترة البحث عن مصدر العطل وذلك باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتحديد رقم المحطة والمحول ورقم الكيبل الذي يغذي القسائم، ومسار الكيبل من المحطة إلى القسيمة وهذا ما يسمح بمعرفة خط سير الكيبل والتعامل معه مباشرة في حال تعرضه لعطل فني معين مما يساعد في الاسراع باصلاحه.
فيما ركزت مشاركة الهيئة العامة للبيئة على استعراض تجربتها في إنشاء نظام معلومات الرقابة البيئية eMISK المبني على أنظمة المعلومات الجغرافية، الذي يعمل على مراقبة المواقع والأنشطة البيئية في دولة الكويت، باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وغير ذلك من التقنيات الأخرى مثل نظام تحديد المواقع على مستوى العالم (GPS) والاستشعار عن بعد، إضافة إلى رصد المؤشرات والمتغيرات والنشاطات البيئية، باستخدام نظام المعلومات الجغرافية وغيرها من التقنيات الحديثة، مما يمكنها من تحقيق رقابة بيئية على مدار الساعة لكشف أي تلوث في البر والبحر والهواء في البلاد، بما يضمن التعامل مع هذا التلوث في حال اكتشافه للحد من التأثيرات السلبية له وحماية صحة المواطن والمقيم.
صورة