أدوات الوصول

الوضع الداكن

هل تواجه أي صعوبات داخل الموقع؟

تواصل معنا

قطار التعليم الجامعي استأنف مسيرته.. عن بعد

صورة

شهد الأسبوع المنصرم استئناف مسيرة جامعة الكويت التعليمية بعد توقف إلزامي لمختلف الأصعدة استجابة للإجراءات والاحترازات المشددة لمجابهة فيروس كورونا المستجد، في واقع جديد فرضته جائحة كوفيد19 على المستويين المحلي والعالمي. استكمال الفصل الثاني من العام الجامعي 2019/2020 جاء بعد دراسة مستفيضة ومطولة توّجت بإقرار لائحة التعليم عن بعد عند تعذر الدراسة التقليدية لضمان استمرار التعليم الجامعي وعدم انقطاعه، تبعها ورش تدريب مكثفة وتجارب فنية وعملية عدة لمنصة مايكروسوفت تيمز، وهي ضمن حزمة الاتفاقيات التي وقعتها جامعة الكويت سابقاً لتوفير البرمجيات اللازمة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى الجهاز الإداري، والتي أثبتت الآن مدى أهميتها وفعاليتها. "آفاق" استطلعت آراء أعضاء هيئة التدريس بمختلف كليات الجامعة لقياس ردود الأفعال والآراء حول هذه التجربة الجديدة في العملية التعليمية فكان هذا الاستطلاع:
بداية قالت د. مزنه العازمي من قسم الإدارة والتخطيط التربوي بكلية التربية أن العالم الآن يمر بجائحة جديدة لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث وهي جائحة فيروس كورونا المستجد، والذي حتم على المجتمعات اتخاذ إجراءات مشددة للحد من انتشار هذا الفيروس، وأبرزها ضرورة التباعد الجسدي والاجتماعي الأمر الذي أوجب إغلاق جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بما فيها المؤسسات التعليمية سواء المدارس أو الجامعات. 

وأوضحت أن من أهم ايجابيات التعليم عن البعد في ظل استمرار جائحة «كورونا» أنه يحقق التباعد الاجتماعي والجسدي ويحافظ على صحة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ويقلل من فرص تعريضهم للخطر، وكذلك يوفر الجهد والوقت على الطلبة إذ يمكن الطلبة من حضور الفصول الافتراضية وهم في منازلهم وبالتالي تقل اعتذارات الطلبة أو التأخر عن المحاضرة بسبب الازدحام المروري أو عدم وجود مواقف، كما يسهل التواصل بين الطلبة والأساتذة.
وأضافت د. العازمي بأنه يتيح مزايا كثيرة مثل مشاركة الملفات الالكترونية بين الأستاذ والطالب، وإرسال الطلبة للواجبات الكترونيا مما يقلل استخدام الأوراق ويقلل معه فرص انتشار الفيروس من خلال تبادل الأوراق، ولعل من أهم الايجابيات التي يوفرها إمكانية تسجيل المحاضرة بحيث يستطيع الطلبة الرجوع إليها عند الحاجة وفي أي وقت. 
وأكدت أن التعليم عن بعد يعد تجربة جديدة تتيح فرص تعلم جديدة للأستاذ والطالب على حد سواء وإن كانت لا تغني عن التعليم التقليدي الذي يكون فيه تفاعل مباشر بين الأستاذ والطالب ولكنها ضرورة حتمتها على الجميع الظروف الحالية التي تعيشها جميع الدول والشعوب.
ومن جانبه قال د. نبيل الغريب من قسم أصول التربية بكلية التربية أن التعليم عن بعد يختصر الوقت والجهد للأستاذ والطالب من خلال التحكم بالمحاضرة الكترونيا دون الحاجة إلى تواجد أي منهما في مبنى الجامعة الحقيقي، وكذلك يستطيع الطالب المشاركة وتحميل الواجبات وأداء الاختبارات من خلال برامج التعليم عن بعد، بالإضافة إلى التواصل مع الدكتور في أي وقت يشاء، أو بالاتفاق معه مما يعطي فرصة أكبر للطالب لتعلم تقنيات التعليم والقدرة على التواصل دون الحاجة إلى التواجد في المكان الاعتيادي.

وبدوره أكد د. سالم المطرود من قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية أن التعليم عن بعد يعتبر نموذجاً للتعليم الحديث الذي يواكب متغيرات العصر، ويعتمد في ذلك على القيام بجميع العمليات التعليمية باستخدام الموارد التكنولوجية المتوفرة مثل الإنترنت والأدوات الموجودة في الوسط الافتراضي التي تسهّل بث المحتوى. 

ورأى بأنه يساهم في حل الأزمات التعليمية التي تنتج عن الكوارث والأزمات الصحية كالأزمة الصحية الناتجة من انتشار فايروس كورونا، كما يساهم بمواكبة كافة المتغيرات المختلفة في عملية التعليم في عصرنا الحالي، فهو يعمل على مواجهة تلك المتغيرات الطارئة وذلك من خلال تذليل كافة العراقيل التي تحيل دون اتمام عملية التعليم والتعلم.
ويبين د. مطلق العنزي من قسم الإدارة والتخطيط التربوي بكلية التربية أن من فوائد التعليم عن بعد تدريب الطالب على الانضباط الذاتي حيث يعتبر مسؤولا بدرجة كبيرة عن تنظيم وإدارة وقته وتعزيز المسؤولية الذاتية ويوفر المرونة من خلال توفير مساحة كبيرة للطالب لاختيار الوقت المناسب بالنسبة لاستكمال متطلبات المقرر الدراسي. 

وأشار إلى الدور الاقتصادي للتعليم عن بعد وتقليله من التكلفة على الطالب، مؤكداً أن للتعليم عن بعد فائدة اجتماعية حيث من خلاله يستطيع الطالب التوفيق ما بين أدواره الأسرية وحياته الاجتماعية والمتطلبات الجامعية.
ورأت د. عهود الهاجري من قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية أن التعليم عن بعد ليس له تعريف محدد، والمعنى العام له هو عكس التعليم عن قرب الذي يكون بشكل مباشر بين المعلم والمتعلم بيد أن التعليم عن بعد يتم بشكل غير مباشر بين المعلم والمتعلم من خلال وسيط وهو المنصة التعليمية مثل Ms Teams و Blackboard بوجود عامل رئيسي وهو شبكة الاتصال المناسبة للحصول على الإنترنت لإتمام عملية التعليم عن بعد بشكل كامل. 
وأوضحت أن التعليم عن بعد تتضح معه مهارات المعلم والمتعلم في استخدام التكنولوجيا والتعلم الإلكتروني، حيث يستطيع الطالب استخدام التلفون أو التابلت أو اللابتوب في التعليم عن بعد ومن مميزاته توفير الوقت والجهد ويشجع على استمرار التعليم والسهولة والمرونة في تسليم الواجبات والمرونة في تقديم الاختبارات والتغلب على بعض العوامل النفسية مثل التوتر من المشاركة والقلق أثناء الاختبارات والتواصل مع دكتور المقرر باستمرار.
وبدوره أكد أ.د. فايز الظفيري من قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية أن المؤسسات التعليمية لجئت إلى التعلم عبر الانترنت بمسمياته المختلفة، فھناك من أسماه التعلم عن بعد والتعلم الطارئ، والتعلم الرقمي، والتعلم الالكتروني، وغیرھا من المسمیات، إلا أن المنطلق العلمي الأصیل یتمركز حول مبدأ استمراریة التعلیم مع المحافظة على جودته، وإعداد العدة اللازمة لضمان استكمال متطلبات التخرج التي تصل بالخریجین إلى مرحلة الجاھزیة الكافیة للنزول إلى ميدان العمل والعطاء والمشاركة في البناء.

وأوضح أ.د. الظفيري أن التعلم عن بعد عبر الانترنت يطلب ويستلزم في الأساس تغييراً لنمط الفكر الذي يدار به التعليم في الوسط الرقمي عن نمط الفكر ذلك الذي یدار به التعليم في الوسط التقلیدي، وعليه فأن أزمة كورونا هي بمثابة الفرصة الذهبية لكل تربوي وكل صاحب قرار تعلیمي لیعید النظر والتفكیر في ماھیة التعلیم في فترة ما بعد أزمة كورونا بإذن الله، ولبحث البدائل المنطقیة التقنیة التي تعزز دور المؤسسة التعلیمیة وتأصله بما یتوافق وتطلعات الجمیع، فمفھوم التعلیم یجب أن یعاد تشكیله لیتم العمل من خلاله بصورة مغایرة عما ھو علیه الآن.
ومن جانبها قالت د. زهاء الصويلان من قسم أصول التربية بكلية التربية أن التعليم عن بعد أصبح ضرورة في وقت الأزمات، ولكي نحرص على استمرار العملية التعليمية لا بد أن نستعين بالتكنولوجيا التي أصبحت جزء من حياتنا، ففي هذه الأزمة أثبتت بعض البرامج قدرتها على تحقيق كل ما نحتاجه في العملية التعليمية من وسائل التقييم والعرض الحي وعمل المجاميع وغيرها.
وأضافت قائلة لا نستطيع أن ننكر أن تلك البرامج التي أصبحنا نعتمد عليها في الأزمة الحالية، ستغيّر طرق التعليم لدينا وستصبح جزءا من العملية التعليمية في المستقبل، فهي ساهمت في الخروج من التعليم النمطي التقليدي إلى تعليم متطور يتماشى مع زمن التكنولوجيا.

وبدوره أشار د. حسين علي من قسم الإدارة والتسويق بكلية العلوم الإدارية إلى جهود الكلية الكبيرة في وضع خطة وتنظيم للتعليم عن بعد لاستكمال الدراسة من خلال فريق تطوعي من الكلية متمثلة بعميد الكلية ومجموعة من أعضاء هيئة التدريس من كلية العلوم الإدارية وكليات أخرى منذ بداية جائحة كورونا،
وبين أن جامعة الكويت من الجامعات القديمة والعريقة، ومع تطبيق التعليم عن بعد أتيحت لها الفرصة للابتعاد عن الطريقة التقليدية في التعليم واستغلال فكرة التعليم عن بعد حتى في ظروف مماثلة أو في حال استمرت أزمة كورونا في المستقبل.
واستطرد قائلاً: أن التعليم عن بعد يعد حلاً للعديد من المشاكل، مثل انتقال الطلبة بين الكليات في المناطق المختلفة، وكذلك الازدحام والتي تتسبب غالباً في تأخر الطلبة على محاضراتهم، وأيضا لفئة الطلبة الكبار في العمر والذين لديهم ظروف عائلية تجعل من الصعب عليهم الالتحاق بالمحاضرات في القاعات الدراسية، فاتباع آلية التعليم عن بعد وفرت عليهم الوقت والجهد وكذلك تشعرهم بالراحة، وتحديداً لفئة الطالبات الذين لا يشعرون غالباً بالراحة في القاعات الدراسية المختلطة والعكس، فالتعليم "أون لاين: جعلهم أكثر مشاركة وأكثر استخدام للمايكروفون في طرح الأسئلة والمناقشة.
وأضاف د. علي أن من مميزات التعليم الإلكتروني إمكانية تسجيل المحاضرات والرجوع لها، كل ما أحس الطالب بعدم فهمه لمعلومة أو لمراجعة المحاضرة أو للاستماع للأسئلة، كما أن التعليم عن بعد طوّر من قدرات الطلبة في استخدام الحاسب الآلي كالطباعة السريعة واستخدامه بحرية تامة، واجراء بحوث للمعلومات في المحاضرات الإلكترونية، وسهل عملية التواصل الإلكتروني بين الطلبة من خلال برنامجteams حيث استطاعوا تبادل المعلومات والمحاضرات والأسئلة بأكثر سرعة وأريحية تامة.
من جانبه أكد د. علي المطيري من قسم المحاسبة بكلية العلوم الإدارية أن التعليم عن بعد يتيح للطلبة المرونة في إمكانية الانضمام لمناقشة أستاذ المادة بالوقت المناسب دون الحاجة للانتظار لوقت طويل كما هو الحال في ظل التعليم التقليدي، كما أنه يتيح المرونة لذوي الاحتياجات الخاصة ومن لديهم مسؤوليات عائلية أو مهنية أو اجتماعية أو جداول عمل غير منتظمة في الوصول والاستفادة من المادة العلمية بما يتلاءم مع أوقاتهم المناسبة.وذكر د. المطيري أن آلية التعليم عن بعد تكسر حاجز الخوف عند بعض الطلبة مع أستاذ المادة، وتعمل على التقليل من حالة التوتر والقلق، وزيادة التفاعل بشكل أفضل، مبيناً أن المرونة هي ميزة أساسية للتعليم عن بعد إذ تمكن الطلبة من الدراسة بالسرعة التي تناسبهم وأداء مهامهم بالوقت المحدد.
ومن جهته تحدث د.نواف عبدالجادر من قسم الإدارة والتسويق بكلية العلوم الإدارية عن جودة التعليم عن بعد وأنه على الرغم من إيجابياته العديدة، إلا أنه بالنهاية لا يقارن بالتعليم التقليدي، فهو يفتقر إلى المناقشات والحوارات وكذلك الاختلافات التي تدور داخل القاعة الدراسية، وأيضا إلى تواصل الطلبة مع أساتذة المادة العلمية ومع زملائهم.
وقال د. عبدالجادر أنه يفضل التعليم التقليدي ويستمتع بالحوار الذي يحصل داخل الفصل، فبرأيه أن الطالب يتعلم من خلال احتكاكه من خلال الجامعة ومع الطلبة المختلفين وأيضا من خلال المواقف التي يواجهها معهم وهذا جزء من الحياة والنمو الاجتماعي والشخصي، مستدركاً أن التعليم عن بعد في وضعنا الحالي مطلب أساسي وضروري جداً، فهو يوفر عدة فرص للطلبة لأن الطالب الجاد سيجد أن التعليم عن بعد يعتمد عليه أكثر من اعتماده على المحاضر، من خلال عملية البحث عن المعلومات وبالتالي يزيد من مسؤولية الطالب ويعمل على تنمية نفسه ومهاراته وتعلم أشياء جديدة من خلال الخيارات المتعددة والمعلومات الكثيرة المتاحة في عالم الإنترنت الواسع. وذكر أن لجامعة الكويت جهود جبارة تشكر عليها في تنسيق العمل وإعداد الطلبة للانتقال إلى آلية التعليم عن بعد وأنه يتمنى أن تزول الجائحة وأن تعود عملية التعليم التقليدي لجامعة الكويت.
ومن جانبه ذكر زميله د. عبدالله الدوسري من قسم الإدارة والتسويق بكلية العلوم الإدارية أن التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد ليس بديلاً للتعليم التقليدي أو العكس، فلكل منهما أدوات لإيصال المعلومات للطلبة ولكل منهما مميزات وعيوب، ومن مميزات التعليم عن بعد المرونة في الوقت والمكان، فالطالب غير مقيد بالحضور إلى القاعات الدراسية فبعض الطلبة لديهم ظروف وصعوبة في الحضور للقاعات الدراسية ومن خلال آلية التعليم عن بعد، يشعرون بأكثر سلاسة وأريحية، وأيضا من مميزاته أن الطالب يستطيع مراجعة المحاضرة والاستماع لها عدة مرات مما يسهل عليه الفهم والاستيعاب أكثر ويوفر عليه الحضور للساعات المكتبية لأستاذ المحاضرة للأسئلة أو لإعادة الشرح.
ونوه د. الدوسري أن التعليم عن بعد ينمي المسؤولية والجهد الذاتي لدى الطالب ويجعله أكثر حرصا في تقصي المعلومات والبحث عنها، فالقيود الموجودة في التعليم الإلكتروني تختلف عن التعليم التقليدي وبالتالي فالطالب لابد له أن يعتمد على نفسه أكثر من اعتماده على أستاذ المحاضرة.
وختم حديثه بطرح أهم إيجابية للتعليم عن بعد والتي نحتاجها في ظل الظروف الراهنة التي نمر بها من خلال أزمة كورونا وهي الأمان والتباعد الاجتماعي والذي يوفره التعليم عن بعد لحفظ الطلبة والمجتمع.
وبدوره ذكر د. يعقوب العبدالله بقسم التمويل والمنشآت المالية بكلية العلوم الإدارية أن التعليم عن بعد لا يغني عن التعليم التقليدي حيث أن التعليم التقليدي فيه تفاعل أكثر بين الطالب وعضو هيئة التدريس، مما يساعد في توصيل المعلومة بشكل أفضل للطالب، ومن مميزات التعليم عن بعد أنه يساعد في ترتيب المحاضرات بشكل أفضل، وفيه خاصية تسجيل المحاضرات التي تتيح للطلبة الرجوع إلى محتوى المحاضرة في وقت لاحق وبالتالي المراجعة بشكل أفضل، ويتضمن وسائل التكنولوجيا المختلفة (مثل الكتابة على اللوحة وحفظها وحل الطلبة أمام المعلم ومشاركة الشرائح التعليمية وغيرها الكثير) والتي ساعدت بشكل كبير على تقديم المعلومة بشكل أفضل للطالب، والتعليم عن بعد ساعد من خلال الوسائل التكنولوجية المختلفة والمتاحة التسهيل في عملية إعطاء الواجبات والاختبارات القصيرة للطلبة. وأضاف د. العبدالله أن عملية التعليم تمر الآن بمرحلة استثنائية، ولاشك أن التعليم عن بعد بديل ناجح بدلاً من توقف العملية التعليمية.
وبين د. محمد المرزوق من قسم طرق كمية ونظم المعلومات بكلية العلوم الإدارية أننا بين خياري الانقطاع عن التعليم أو التعليم عن بعد، ولذلك يفضل التعليم عن بعد في هذه الظروف ويرى أن التعليم عن بعد مكمل للتعليم التقليدي وليس بديلا له وطالما خطر انتشار العدوى قائم والدولة في وضع وبائي، يبقى هو الخيار الوحيد لنا في ظل هذه الظروف.
وأضاف أن التعليم عن بعد في أي وقت وفي كل مكان يتيح سهولة للتواصل مع الطلبة، وسهولة لحفظ وجمع المحتوى الرقمي، ويعلم الطلبة المهارات لاستخدام أنظمة جديدة تمكنهم من الاستفادة منها في حياتهم العملية مثل إدارة فرق العمل المنتشرة في دول مختلف، وإن الفوائد كثيرة لعملية التعليم عن بعد لمن يستخدم النظام وغايته التعلم.
ومن جهته ذكر د. سعد الكاظمي من قسم المحاسبة بكلية العلوم الإدارية أن التعليم عن بعد أصبح واقعا يجب أن نتقبله بسلبياته وإيجابياته، لأنه لا يوجد لدينا خيار خاصة وأن الدولة تمر بظرف استثنائي ويجب التقيد بتعليمات وزارة الصحة وصحة أبنائنا وبناتنا الطلبة أمانة في أعناقنا، مشيراً إلى أن التطور التكنولوجي يخدم الكلية لمواصلة التعليم عن بعد وجامعة الكويت تأنت وحرصت على توفير أفضل المنصات التعليمية ووفرت الأجهزة الضرورية لأعضاء هيئة التدريس وتدريبهم خلال الأشهر الماضية.
وبين د. الكاظمي أن التعليم عن بعد بطريقة تفاعلية قد يكون أفضل من الطريقة التقليدية ويجب أن ندرب الطلبة على استخدام التكنولوجيا لأن بيئة العمل الحديثة تتطلب ذلك، ومن مميزاته مثلاً أن الطالب يستطيع التتبع مع أستاذ المادة الذي يستخدم القلم الالكتروني لتحديد ما هو مهم والكتابة مباشرة على الشاشة، ويستطيع التواصل مع أستاذ المقرر بأي وقت أثناء المحاضرة عن طريق المنصة التعليمية أو البريد الالكتروني أو البرامج التعليمية المختلفة، متمنيا النجاح والتوفيق للطلبة وأن يتعاملوا مع البيئة الجديدة بإيجابية وسيجدون أن التعليم عن بعد ممتع وسيستفيدون من الوقت الذي كان يهدر بزحمة المرور وحرارة الطقس.
وبدوره ذكر د.شاهين الشاهين رئيس قسم القانون الدولي بكلية الحقوق أنه لا بد من مسايرة الظروف الحالية الصحية المحلية والعالمية وتطويع التكنولوجيا في خدمة العلم والتعليم، والاستفادة من الامكانيات التقنية غير المعروفة للكثيرين من العاملين في المجال الأكاديمي، مبينا أننا على أبواب مرحلة جديدة وثورية في التعليم.
ومن جانبه أشار د.أحمد القحطاني من قسم القانون الجزائي بكلية الحقوق إلى أن استكمال الفصل الدراسي الثاني وتعديل التقويم الدراسي بما يسمح للطالب من استكمال خطته الدراسية عبر الفصل الصيفي الاستثنائي دون تفويت الوقت عليه يعتبر قرارا سليما من الإدارة الجامعية، وكان ذلك بعد تعديل اللوائح القانونية حتى تتم الدراسة عن بعد بغطاء قانوني سليم، واستغلال الوقت في إعداد هذه اللائحة بتدريب أعضاء هيئة التدريس على البرامج المعتمدة في التعليم عن بعد والتي توفر لعضو هيئة التدريس والطالب الجو المناسب للتحصيل العلمي والمناقشة العلمية الجادة.
ومن جهته قال د.جورجي ساري من قسم القانون العام بكلية الحقوق أنه في الظروف غير العادية والتي تعيق أو تحول دون قيام جهات الدولة بأنشطتها وواجباتها بالطرق والوسائل المعتادة، فلا بديل عن لجوء هذه الجهات إلى الطرق والوسائل غير المعتادة لضمان استمرار وظائف الدولة الحيوية، والتي من بينها التعليم، مضيفا أنه لا شك في أن "جائحة فيروس كورونا" وانتشار "مرض كوفيد19" الذي يسببه، يعتبر من هذه الظروف غير العادية، وهو ما دفع الجهات المختصة بالدولة إلى اتخاذ القرارات اللازمة باللجوء إلى تقنية التعليم عن بُعد، وقد حرصت على التأكيد على أن هذه التقنية هي طريق استثنائي للطريق التقليدي للتعليم الذي يتعين العودة إليه حال زوال سبب اللجوء إلى تقنية التعليم عن بُعد.
وبدوره ذكر د. أحمد الفيلكاوي من قسم القانون العام بكلية الحقوق أنه حتى لا تتوقف العملية التعليمية وحق الطالب بالحصول على التعليم متى ما أمكن ذلك، وإنه على الرغم من أهمية التعليم التقليدي، لكن ذلك لا يمنع من تطبيق التعليم عن بعد في ظل الظروف الاستثنائية، خاصة بما تمتلكه من امكانيات وعناصر فنية وإدارية لتنفيذ وتسهيل هذه العملية بهذه الظروف.
ومن جانبه أكد د. علي الرشيدي من قسم القانون الجزائي بكلية الحقوق أن التعليم يعد سببا رئيسيا في ارتقاء المجتمعات وتطورها وأنه وفقاً لما ذكره الدستور الكويتي فإن التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع، تكفله الدولة وترعاه، معرباً عن تأييده للتعليم عن بعد في ظل استمرار هذه الجائحة، سائلاً الله أن يحفظ ويوفق الجميع مع استكمال الفصل الدراسي الثاني 2019/2020.
وذكر د. أحمد الدقباسي - قسم علم الغذاء والتغذية بكلية العلوم الحياتية أن التعليم عن بعد خلال جائحة كوڤيد-١٩ دفع إلى ميكنة التعليم الإلكتروني، ومن فوائده تطوير مهارات التكنولوجيا والحاسوب لدى المتعلمين، وقد ينتج عن هذا التحول أيضا الوعي بأن المتعلم يجدر به أن يمارس التثقيف الذاتي ومسؤولية التفاعل مع المادة العلمية، ويرى أن التعليم عن بعد سيكون نقلة نوعية وفرصة لتطوير أساليب التعليم التقليدي ونقل الصفوف إلى أبعاد جديدة تتعدى سور الجامعة.
وبدوره أكد د. بدر شفاقه العنزي - قسم إدارة التقنية البيئية بكلية العلوم الحياتية أن التعليم عن بعد له مزايا من أهمها الالتزام بالضوابط الصحية والاحترازية دون تعطيل سير الدراسة. 
ومن جانبها بينت د. هنادي عبدالسلام - قسم علوم المعلومات بكلية العلوم الحياتية أن التعليم عن بعد هو الحل الأمثل في ظل ظروف جائحة كورونا والتي تتطلب التباعد الجسدي لتستمر عجلة التعليم في الكويت بكافة المراحل الدراسية والتعليم الجامعي قدوة بأغلب الدول المتقدمة.
وذكرت أن التعليم عن بعد يوفر طرقا تدريسية حديثة مبتكرة قادرة على الوصول لمخرجات التعليم الأساسية، ولا يتحقق ذلك إلا بتعاون كل من المنظومات التعليمية من مدارس وجامعات والدارسين مع أهاليهم حيث أنها مسئولية مشتركة بين الطرفين، فعلى المنظومات التعليمية تقديم كل ما هو جديد وفعال من طرق تعليمية وأساليب مبتكرة لتوصيل المعلومات بطريقة سهلة ومشوقة، مبينةً أنه بالنسبة للدارسين فتقع عليهم مسؤولية المتابعة من غير إشراف حقيقي كما أن مسئولية الأهل هي توفير البيئة المناسبة في البيت للدراسة وتشجيع الأبناء على الالتزام بالنظام والإشراف عليهم، فبهذا التعاون والذي ينبع من حب الكويت ورفعتها يتحقق الهدف وهو استمرار عجلة التعليم بكفاءة مع عدم المساس بصحة أبناءنا الطلبة.
ومن جهته ذكر أ.د عبيد العتيبي من قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية أن العالم بعد أن استوعب صدمة كورونا، بدأ التفكير في استئناف الدراسة والتخلي عن التدريس المباشر التفاعلي (التقليدي) وإعادة التفكير في أساليب إعادة الحياة التعليمية إلى طبيعتها، لكن استمرار الأزمة جعل الجميع يعيد التفكير في أفضل الأساليب باستمرار العملية التعليمية.
وبين أن جامعة الكويت قامت بوضع خارطة طريق لاستئناف الدراسة في كليات الجامعة بما يسمى نظام التعليم عن بعد (الافتراضي) في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا، وعدم ظهور علاج ناجح للحد من انتشاره في الأفق القريب، موضحاً أنه قد تشكلت العديد من اللجان على مستوى الكليات الجامعية، لوضع تصوراتها ورؤاها بخصوص التحول من خلال اختيار المنصات الإلكترونية التعليمية المناسبة والقيام بدورات تدريبية تثقيفية عنها، لأعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية المساندة وإعدادهم للعملية التعليمية وكذلك القيام بعمل محاضرات تجريبية بمشاركة الطلبة لتأهيلهم لأساليب التدريس والمحاضرات والاختبارات، كما أقر مجلس الجامعة في اجتماعه الأخير (لائحة التعليم عن بعد)، والتي وضعت الخطوط العامة والتفصيلية في ثمانية فصول وأربعين مادة، من أجل تسيير العملية التعليمية، وعدم توقفها.
وأعرب د.العتيبي عن تفاؤله بنجاح هذه التجربة الجديدة والتي فرضتها ظروف الجائحة، مضيفاً بأن الجميع سيتفاعل ويتكيف معها مما يسهل من رفع كفاءة التحصيل العلمي وتجاوز السلبيات المتوقعة، ولعل من ايجابياتها سهولة التواصل من أي مكان، والتقليل من الازدحام المروري والتقليل من حركة المواصلات وتوفير ورفع كفاءة وأهمية الوقت للجميع.
وبدورها أوضحت د. أمثال الحويلة - قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية أن الظروف التي نمر بها حاليا في الكويت بل وفي العالم كله بسبب جائحة كورونا هي التي عجلت بتنفيذ فكرة التعليم عن بعد على هذا النحو الشامل والسريع وبكل مراحله تقريبا، فالعالم كله يتجه لهذا النوع من التعليم والعمل أيضا، ونحن نعرف أن هناك شركات عالمية كبرى أصبحت الكثير من أعمالها تدار وتنفذ عن بعد، وعبر البحار أيضا، بسبب الكثير من الظروف والمعطيات، وهذا ينطبق أيضا على التعليم.
وترى د. الحويلة أن التعليم عن بعد يساهم في التعاون العملي والسريع والخلاق بين الجامعات العالمية وبين جامعاتنا في الدول النامية والجامعات الأخرى، فهناك بعض المقررات يمكن التشارك في تدريبها وتلقيها عن بعض، ونأتي الآن لظروف الجائحة التي سرعت في الأمر وجعلته أمرا حتميا لمقتضيات الصحة العامة ولعدم انتشار فايروس كوفيد 19، فمن المعروف أن هذا الفايروس سريع الانتشار في التجمعات الإنسانية، وحتى الآن لا يوجد له أي علاج أو لقاح وقائي معتمد، وبالتالي يجب علينا أن ننتبه لضرورة تفعيل قوانين مدروسة تراعي الوضع الجديد وتحمي حقوق عضو هيئة التدريس وحقوق الطلبة في ظل هذا النظام التعليمي، وعلى ألا يفقد هذا النظام جودة التعليم أو يؤثر في مستواه العام أو يقلل من مستوى وكمية ما يتلقاه الطالب عادة من مواد جامعية.
وأضافت أن التعليم عن بعد في الأحوال العادية ينبغي أن يكون جزءا من العملية التعليمة ككل، أو وسيلة من وسائلها الكثيرة لكنه تحول لأن يصبح هو الكل بالكل، نتيجة لهذه الظروف وعلينا أن نطوعه قدر المستطاع لحماية النظام التعليمي العام في الجامعة وحتى خارج الجامعة، وهذا لن يتم إلا بالتعاون بين كل أركان العملية التعليمية، وأنا على ثقة بأن طلبة جامعة الكويت يحملون قدرا كبيرا من المسؤولية ويتمتعون بحرص شديد على العلم وبالتالي سيكون التعاون بإذن الله رائعا بين عضو هيئة التدريس وبين الطلبة.
ومن جانبه قال د. يوسف غلوم من قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية "في اعتقادي الدراسة التقليدية أفضل لأمور كثيرة منها التفاعل بين الطالب والأستاذ في الفصل عن طريق النقاش والحوار المباشر ولكن في ظل الظروف الحالية وجائحة كورونا فإن الدراسة عن بعد هي الوسيلة البديلة والمناسبة بدلا من الوسائل الأخرى كالدراسة بالمراسلة ولو أنها لا تحقق الجوانب المختلفة بشكل جيد من العملية التعليمية ولكنها تظل الوسيلة البديلة".
ومن جهته أوضح د. محمد المطر من قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية بأن التعليم عن بعد يعرف بأنه شـــكل مــــن أشـــكال التعلــــيم لا يتواجـــد فيــــه المعلــــم والمــــتعلم فــــي نفـــــس المكــــان خــــلال عمليــــة التعلــــيم ويــــتم باســـــتخدام تقنيـــــات متنوعـــــة لتحقيــــق التواصــــــل والتفاعــــــل بــــــين المعلــــــم والمــــتعلم وأيضــــا بــــين المـــــتعلم والمتعلمــــين الآخريـن، مبيناً أنه ينقسـم إلـى نوعيـن التعليم غير المتزامن Asynchronous يـــــتم بـــين المعلـــــــم والمـــــتعلم دون التـــــزام الطـــــرفين بتواجـــــدهما زمنـيـــا فــــي نفــــس الوقــــت كأنشـــــطة التعلــــيم غـيــــر المتـــــزامن التـــــي يوفرها نظـــــام إدارة الـــــتعلم، والتعليـم المتزامن Synchronous يتم بين المعلم والمتعلم مع تواجدهما زمنياً في نفس الوقت كالتعليم عن طريق البث الحي للمحاضرات والفصول الافتراضية.
وبدوره أكد د. محمد النصرالله من قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية على أن التعليم عن بعد لا يغني نهائياً عن التعليم التقليدي، ولكن في ظل الظروف الراهنة المتعلقة بجائحة كورونا الخيار الوحيد المتاح لهذه المرحلة الاستثنائية هو التعليم عن بعد، مبيناً أن له الكثير من الإيجابيات والتي تتمثل في المرونة في شرح المحاضرة والذي لا يتطلب للطالب الحضور للفصل وبالتالي فإن مسألة التأخير والازدحامات المرورية يكاد لا يكون لها تأثير.
وأضاف أن ما يميز التعليم عن بعد أنه يختصر الوقت والأهم من ذلك فإن له دور في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن خطوة التعليم عن بعد خطوة مهمة من قبل جامعة الكويت والتي ستطور مهارات الطالب المتعلقة بالتعليم عن بعد، وإن هذه المنصات التعليمية مثل Microsoft Teams لها دور مهم في المستقبل خاصة عند عودة التعليم التقليدي والتي سيتمكن عضو هيئة التدريس من مشاركة الطلبة بمعلومات تتعلق بالمواد الدراسية والتي ستساعد على تطوير العملية التعليمية.
ومن جانبها بينت د. سهام القبندي من قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية أن التعليم عن بعد يعتبر أحد أنواع التعليم الذي يطبق في مختلف دول العالم بجانب التعليم الواقعي والآن في ظل جائحة كورونا فإن قبول التعليم الالكتروني يعتبر استراتيجية مناسبة في كافة المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعة، وهو مطلب حيوي في ظل الظروف الحرجة التي تتطلب إجراءات احترازية لسلامة الطلاب. 
وذكرت أن التعليم عن بعد يعتبر تعليما مؤقتا وحلا فعالا لتأمين استمرارية التعليم الجامعي في ظل الأزمات والكوارث، مبينةً أنه تم اخضاع وتدريب الأساتذة والطلبة لدورات وورش مكثفة على منصات التعليم والبرامج المستخدمة لأكثر من مستوى ثم تم تجريب وتقييم التجربة من خلال الفترة التجريبية السابقة منذ بداية يوليو وحتى الآن والتي شهدت تفاعل إيجابي ورغبة في التعلم من الجميع، كما تم رصد الإيجابيات والمعوقات للتعليم عن بعد والتي تركزت في الجانب التقني والفني كذلك سرعة الانترنت ومدى توافر الأجهزة المناسبة لكافة الطلاب.
ومن جهتها أشارت د. وفاء العرادي من قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية إلى أن من مميزات التعليم عن بعد أنه يقلل ازدحام الحرم الجامعي والازدحام المروري، ويحافظ على على الحالة الصحية والتباعد الاجتماعي.
ومن جانبه أفاد د. حمد العسلاوي من قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية أن من مزايا التعليم عن بعد هو عدم تعريض صحة طلبتنا للخطر، فهو يحقق التباعد الاجتماعي والجسدي ويوفر أيضاً الجهد والوقت حيث يحضر الطلبة الفصول من منازلهم وفي أماكن راحتهم، بعيداً عن عناء الذهاب للجامعة بالسيارة وزحمة الطريق وحرارة الجو، كما يسهل التواصل بين الطلبة والأساتذة، حيث لا يحتاج الطالب انتظار الأستاذ في الساعات المكتبية لسؤاله، فبإمكان الطلبة طرح السؤال في أي وقت وأستاذ المقرر يرد عليه أيضاً في أي وقت. وأضاف أن التعليم عن بُعد يضيف مزايا كثيرة مثل مشاركة الملفات من قِبل أستاذ المقرر وإرسال الطلبة للواجبات الكترونياً دون الحاجة لاستخدام الأوراق وتحمل عناء تسليمها لأستاذ المقرر باليد وهذه الأزمة قدمت فرصة ذهبية للأساتذة والطلبة بأن يختبروا طريقة جديدة وحديثة للتدريس تسهل عليهم الكثير من الأمور وقد يستمروا في استخدامها بالمستقبل، مشيراً إلى أن الأزمات دائماً تخلق فرص ويجب على الانسان استغلالها، فكل أزمة ومشكلة لها جانب مُشرق وإيجابي يجب على الانسان أن يوسع مداركه لرؤية هذا الجانب واستخدامه للصالح العام.
هذا وذكرت د. دلال البديوي من قسم دراسات المعلومات بكلية العلوم الاجتماعية أنه في ظل هذه الأوضاع الصعبة أصبح من الضروري اعتماد التعليم عن بعد كخطة بديلة وبالرغم من أنه ليس هناك استعدادات مسبقة إلا أنه لابد من اتخاذ اللازم والتأقلم مع هذه المرحلة الجديدة من التعليم. وأشارت إلى أن الانتقال إلى التعليم عن بعد يعتبر أمراً إيجابياً يلزم الطالب بالتأقلم مع التكنولوجيا واستخدامها في المجال العلمي حيث أن أغلب الطلبة لديهم معرفة باستخدام التكنولوجيا وكيفية التعامل معها، لكنه من الواضح أنه عالميا سيتم الاعتماد على التعليم عن بعد في ظل هذه الظروف الصحية الصعبة وسيكون هو الوقت السليم ليتعلم الطلبة أساسيات التعليم عن بعد.
ومن جهتها بينت د. الهام الدوسري من قسم دراسات المعلومات بكلية العلوم الاجتماعية  أن التعليم عن بعد يعد صناعة عالمية متنامية في عالم اليوم ونحن نتعلم الآن دون حدود زمنية ومكانية، لقد ظن البعض أن جائحة كورونا أيقظت العالم على أهمية استمرار التعلم باستخدام التكنولوجيا، وهذا غير صحيح حتى قبل COVID-19 ، كان هناك بالفعل نمو كبير واعتماد على تكنولوجيا التعليم، حيث بلغت استثمارات تكنولوجيا التعليم العالمية 18.66 مليار دولار أمريكي في عام 2019 سواء كانت تطبيقات لغوية أو دروس خصوصية افتراضية أو أدوات مؤتمرات الفيديو أو برامج التعلم عبر الإنترنت.
وأضافت د.الدوسري أن الأوبئة ليست السبب الوحيد في استخدام التعلم عن بعد ولكن كثير من الدول ومنها الكويت أيضا تعرضت في السابق لكوارث طبيعية أدت إلى إغلاق المدارس مثل السيول والأعاصير لذلك يجب أن يكون التعلم عن بعد مكملا للتعليم في استراتيجية التعلم الحديث، وليس فقط في إدارة الأزمات في المؤسسات التعليمية.
وأوضحت د. الدوسري بأنها لا ترى مخاوف في خوض هذه التجربة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة بعد الجهود المبذولة التي قدمتها جامعة الكويت بوضع خطة التعلم عن بعد التي تم تنفيذها خلال عدة مراحل تكللت بالنجاح، وإن المكونات الرئيسية للتعليم سواء التقليدي أو الالكتروني هي المعلم والمحتوى والمتعلم وإن التعليم الجيد والتعلم يتطلب تقاربا فعليا والتحدث والمشاركة والاستجابة.
وبينت أن التعليم عن بعد له مميزات كثيرة خلافاً عن التعليم التقليدي، فالتعلم عن بعد أكثر مرونة في تحديد الوقت للمحاضرات أو الحصص، وأيضا يعد التعليم عن بعد فرصة مثالية لصقل المهارات الأساسية الحيوية مثل: إدارة الوقت والطلاقة التكنولوجية، كما يوفر دروسًا قيمة في كيفية التكيف مع الأنظمة والبرامج الجديدة، وكيفية استكشاف المشكلات الفنية وإصلاحها بشكل مستقل، وأيضا الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا – بالمثل، وأيضا يعزز العمل الجماعي عن بُعد.
وأضافت أن هناك أيضا ايجابيات يقدمها التعلم عن بعد للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ويوفر للطلبة (في معظم الحالات) بيئة مستقرة وآمنة يمكن تخصيصها بسهولة أكبر للاحتياجات الخاصة، لا تمتد الفوائد إلى الطلبة ذوي الاحتياجات المحددة والمشخصة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى توفير مساحة آمنة للطلبة الذين قد يتجنبون عادةً التحدث بصوت عالٍ، كما أنها تتيح للطلبة الذين يعانون من صعوبات في المحتوى مراجعة المواد بالقدر الذي يحلو لهم بالسرعة التي تناسبهم، فيجب التركيز على الأساسيات الأساسية لتوصيل الرسالة التعليمية في ظل هذه الأزمة وتحديد أفضل السبل لتلبية احتياجات طلاب التعليم عن بعد.
ومن جانبها أوضحت د. نعيمة طاهر من قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية أن التعليم عن بعد يعتبر أسلوبا جديدا لأعضاء هيئة التدريس ولكن مع الدورات التدريبية تم تقديم دورات جيدة ومفيدة، مبينةً أن أعضاء هيئة التدريس على أتم استعداد لتدريس الطلبة عن بعد.
وقالت د. سعاد العنزي - عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب "أن طبيعة المجتمعات الإنسانية تبدو متحركة ومتفاعلة مع الأحداث الكبرى التي تغير شكل الحياة اليومية بشكل استثنائي وغير مألوف مثل ما يحدث الآن في جائحة كورونا وإن كان قد حدث في حقب زمنية سابقة مثل الطاعون وغيرها في الماضي، ومع عدم وجود إمكانيات تكنولوجية متقدمة كان الانسان يرضخ لحكم الطبيعة ويعزل نفسه قسريا عن روتين الحياة اليومي، بينما مجتمعات اليوم تواجه العزلة المفروضة علينا من خلال عدد من الآليات مثل التعليم عن بعد، الذي يبدو حلا مؤقتا أثناء الأزمات الطارئة".
وأضافت أنه من الجيد أن نخوض في غمار التجربة الجديدة والاستفادة من التقنيات الحديثة وقطع الطريق على التأخر والتراجع إلى الخلف بينما مطلوب منا أن نتقدم إلى الأمام، مبينةً أنه قد أتيحت لهم الفرصة في الأسابيع الماضية تجريب برنامج "Teams" مع الطلبة، وبالفعل شعروا بالألفة مع البرنامج ببعض الشيء من السهولة، وأن برنامج تميز يحظى بعدد من الخصائص التي تسهل على المتعلمين الوصول للبيانات المطلوبة، والتواصل مع الأستاذ عبر خاصيتي المكالمة والمحادثة، كما أن الخيارات المصمم بها تجعل من السهل مشاركة مواد تعليمية متعددة إضافة إلى لوحات الكتابة وغيرها.
وأشارت إلى أن التعليم عن بعد يعد أفضل طريقة للتعليم في ظل الظروف الراهنة ومحاولة محاصرة انتشار كورونا كما أنه يوفر وقت الأساتذة والطلبة لئلا يتطلب الذهاب إلى الجامعة والتنقل بين القاعات ويحل مشكلة القاعات الدراسية في حال عدم الحصول على القاعة لاحقا، مؤكدةً على أهمية الدخول في هذه المرحلة الرقمية، وختمت قائلة بأن لكل تجربة جديدة حسناتها وعيوبها، لكن الأهم من التركيز على بعض السلبيات الطفيفة علينا أن نساير معطيات الحياة المفروضة علينا في ظل هذه الجائحة.
كما ذكرت د. هبة المسلم من قسم الإعلام بكلية الآداب أنه من الجيد استغلال التكنولوجيا في تجاوز هذه الأزمة التي لا نعلم متى نهايتها، وقامت الجامعة برأيها باستعدادات ممتازة من تدريب للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية وأخذت وقت كاف لإعدادهم، متمنيةً أن تؤدي الغرض وتتم العملية بأكمل وجه، مشيرة إلى أنه ومن خلال البث التجريبي لمست حماس الطلبة وحبهم لهذه الخطوة التي تتمنى أن تنجح وتستمر.ومن جانبه بين د. حمد القحطاني من قسم التاريخ بكلية الآداب أن التعليم عن بعد هو أحد أهم أنواع التعليم المستخدمة في العالم ويستخدم في الأساس للظروف الطارئة في كثير من الجامعات والحالات الاضطرارية وهو السبيل الأمثل في حالة جائحة كورونا فهو يحقق الاستمرارية التعليم ولا يوقفها.
وقال مساعد العميد للتدريب والاستشارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أ.د. ياسر النشمي أن التعليم عن بعد في الحقيقة ما هو إلا بديل عن التعليم النظامي المعروف بالتعليم الحضوري، لكن جودته ما هي بجودة التعليم النظامي إلا في ظل هذه الظروف الاستثنائية فيجب تطبيق التعليم عن بعد فهو الخيار الأمثل في مثل هذه الحالات.
وبين أنه من خلال ‏تدريب أعضاء هيئة التدريس غطت كلية الشريعة 25 دورة وورشة عمل بخصوص برنامج MS TEAMS وعشرين مدرب عملوا معهم على الدورات، حيث تم مشاركة 160 عضو من هيئة التدريس في الكلية، وتم الحصول على عدة ايجابيات من خلال هذه الدورات منها تطوير ‏التدريس الشرعي بشكل خاص مما يعني استخدام التقنيات الحديثة في التدريس حيث تم تأكيد الصداقة مع التكنولوجيا.
وأضاف أن أعضاء هيئة التدريس قاموا بجهود جبارة في استخدام التقنيات الحديثة في التعليم وسهولتها وكسر الحواجز الموجودة، الأمر الآخر استخدام الوسائل التعليمية المكملة مثال استخدام الفيديوهات بالإضافة إلى استخدام PowerPoint ومشاركة مقاطع من الإنترنت مع الطلبة ليس فقط التعليم القديم وهو العرض والالقاء، وكذلك من إيجابياته القرب من الطلبة وسرعة التواصل معهم وبالتالي التعليم عن بعد يسهل على الطالب معرفة ‏الإعلانات مثل التفاصيل والمتغيرات وموعد الاختبارات أو الواجبات، وأيضا وبعد عودة التعليم النظامي الحضوري يمتلك الطالب خبرة في نظام التعليم عن بعد في حال اعتذار الدكتور عن المحاضرة ويمكن من خلال البرنامج وضع شرح عن المادة ويمكن من خلاله التفاعل والمشاركة وحتى تسليم التقارير المطلوبة.
وبدوره ذكر رئيس قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أ.د. عادل المطيرات أن برنامج TEAMS من البرامج المفيدة جدا وسهلت الاستخدام، ومشيرا إلى ما بذلته جامعة الكويت من جهود كبيرة في التدريب من خلال إقامة ‏الندوات والدورات خلال شهر كامل مما حقق فائدة كبيرة مكنتهم وأعطتهم خبرة في كيفية عمل محاضرات واختبارات والواجبات، وإن التقييم بالنسبة لهذه العملية يعد تقييما ممتازا.
ومن جانبه قال د. يوسف الضاوي من قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أنه يشعر بالارتياح حين يرى استعدادات جامعة الكويت لاستكمال الفصل الدراسي الثاني للعام 2019/2020 الذي توقف بسبب الظروف الراهنة التي يمر بها العالم كله، ويتبدد القلق من مستقبل التعليم حين تنظر إلى الجهود المبذولة لتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض مسيرة التعليم فقامت الدورات التدريبية على قدم وساق ودوران عجلة الاستعداد في الكليات، وطور المدرسون من ذاتهم في حقل التعليم الالكتروني.
ومن جهتها قالت د. سارة القحطاني من قسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أن قرار مجلس الجامعة لاستكمال الدراسة بنظام التعليم عن بعد يعد قراراً محتوماً في ظل ظروف جائحة كورونا التي يعيشها العالم خصوصا أنه من المرجح استمرارها لفترة غير مؤكدة، وقد بذلت جامعة الكويت في سبيل تطبيق القرار على الوجه الأفضل جهدا جبارا لا تفيه كلمات الشكر والعرفان، بدءا بتأهيل أعضاء هيئة التدريس ومروراً بالأخذ بالملاحظات والاقتراحات التي يبديها أعضاء هيئة التدريس وانتهاء بتذليل الصعاب التي تواجههم من خلال التواصل مع الجهات المختصة في ذلك. ورأت د. القحطاني أن الاستمرار في تطبيقه يحقق ميزات كثيرة فهو فضلا على أنه يسهم في الحفاظ على سلامة الجميع فهو أيضا يسهم في تطوير العملية التعليمية والاستفادة من التكنولوجيا في تطويع العقبات أمام الطلبة والأساتذة - على حد سواء - لرفع مستوى التحصيل العلمي من جهة وتنمية المهارات من جهة أخرى.
وبدورها عبرت د. أبرار الهادي من قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن تأييدها لقرار التعليم عن بعد الذي اتخذه مجلس الجامعة ومواكبة التقدم لاستكمال مسيرة دراسة الطلبة وتخرجهم خاصة أننا نعيش في زمن التطور والعالم الواحد، أما بالنسبة للاستعدادات فتقدمت بالشكر لجامعة الكويت على الجهد المبذول في تأهيل كل من أساتذة الجامعة والطلبة لاستخدام برنامج TEA