في إطار جهود كلية العمارة بجامعة الكويت لتعريف طلبتها بأهمية تبني مفاهيم وأساليب الاستدامة البيئية في تصاميمهم ومشاريعهم الدراسية، قامت الكلية بترتيب الزيارة الثالثة للمشاريع المستدامة في مدينة الدوحة بدولة قطر الشقيقة، بالتنسيق مع المنظمة الخليجية للبحث والتطويرGORD وبدعم من مجموعة الساير القابضة، وذلك من ضمن ما تنص عليه مذكرات التفاهم الموقعة بين كلية العمارة وتلك الجهات المحلية والإقليمية.
وتأتي هذه الزيارة كجزء من توجه كلية العمارة للتركيز على أهمية التعليم خارج أسوار الجامعة وقاعات المحاضرات والانخراط في الممارسة المهنية العلمية لما لذلك من أثر كبير في تأصيل المفاهيم النظرية التي يدرسها الطلاب في الكلية، كما أنها تأتي في إطار التعاون المستمر بين المنظمة الخليجية للبحث والتطويرGORD وكلية العمارة في جامعة الكويت.
وقد قام وفد من طلبة كلية العمارة بزيارة علمية إلى أحدث المشاريع المعمارية المستدامة في دولة قطر، وتعرفوا من خلال المحاضرات والعروض المرئية على أفضل ممارسات الاستدامة البيئية التي تم تنفيذها في تلك المشاريع وفق المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"GSAS وهو النظام المعتمد تطبيقه حالياً في دولة الكويت.
وركزت الزيارة العلمية على زيارة بعض الأيقونات المعمارية المستدامة في قطر، بما في ذلك حي مشيرب قلب الدوحة وحي الميناء ومتحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي وسوق واقف والمقر الرئيسي لمؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية ومسجد المدينة التعليمية واستاد الثمامة وحديقة "اورتشارد" في مطار حمد الدولي، وشملت الزيارة أيضًا قرية كتارا الثقافية، وكتارا هيلز، وجزيرة اللؤلؤة، وأبراج كتارا، وبلاس فاندوم في مدينة لوسيل.
كما تعرف الطلاب على منظومة النقل المستدام من خلال التنقل بمترو الدوحة فور وصولهم مطار الدوحة الدولي، حيث تم خلال الزيارة تقديم عروض فنية مع إرشادات تفصيلية من خبراء المنظمة الخليجية للبحث والتطوير GORD ومؤسسات أخرى متنوعة في ذات المجال، وقاموا أيضًا بزيارة المقر الرئيسي للمنظمة الخليجية للبحث والتطوير ومعهد جورد للأبحاث في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا واستمعوا إلى محاضرة تقنية قدمها رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير الدكتور يوسف بن محمد الحر.
وفي هذا الصدد ذكر القائم بأعمال مساعد العميد للشؤون الطلابية في كلية العمارة بجامعة الكويت الدكتور عمر خطاب، بأن نظام "جي ساس" يدرس في مقرر" الاستدامة البيئية العمرانية" كجزء من المنهج الدراسي في الكلية، وقد حصل طلاب المقرر من خلال تلك الزيارة على معلومات وافية حول معايير "جي ساس" من خبراء الاستدامة بالمنظمة الخليجية للبحث والتطوير، وكيفية الالتزام بها في المباني التي حصلت على شهادات "جي ساس" في التصميم، وإدارة التشييد، والتشغيل.
وأكد د. خطاب أنّ أهداف هذه الزيارة التعليمية تتماشى تماماً مع التزام جامعة الكويت بمستقبل مستدام، حيث تعتبر دولة قطر بيئة تعليمية خصبة لتعريف طلاب كلية العمارة بالتصاميم والمشاريع المعمارية والعمرانية المستدامة، وإلهامهم لدمج هذه المبادئ في التصاميم المستقبلية والمساهمة في خلق بيئة عمرانية مستدامة للكويت والمنطقة.
وأوضح أن تلك الزيارة التعليمية كانت تجربة ثرية للطلاب، حيث زودتهم برؤى قيّمة حول الممارسات المستدامة في دولة قطر والهندسة المعمارية المرموقة التي تميزت بها، كما عززت من أهمية الاستدامة في قطاع البناء والتشييد ودور منظومة "جي ساس" في تعزيز ممارسات قطاع الإنشاءات المستدامة في المنطقة.
وتعليقًا على هذه الزيارة، قال رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير الدكتور يوسف بن محمد الحر: "إن دولة الكويت تسعى جاهدةً لبناء بيئة عمرانية مستدامة بما يتماشى مع رؤيتها الواعدة "كويت جديدة 2035"، وتعتبر الدولة الأولى في منطقة الخليج التي قامت بإدراج ثقافة الاستدامة في المناهج الدراسية الجامعية واعتماد المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" كمادة دراسية في منهج كلية العمارة في جامعة الكويت، بالإضافة إلى تنظيم جولات تعليمية تعرض نجاح قطر في الهندسة المعمارية المستدامة، ونتيجةً لهذه الجهود تصنف دولة الكويت في المرتبة الثانية في تشييد أكبر مجموعة من المباني الخضراء المعتمدة من "جي ساس" بعد دولة قطر".
وأكد د. الحر التزام المنظمة الخليجية بدعم استضافة مثل هذه الجولات التعليمية، إيمانًا بأنّ صقل الجيل القادم بالمعرفة والمهارات اللازمة، لحماية البيئة الطبيعية وتعزيز ممارسات الحفاظ عليها، يُمكّن من تمهيد الطريق في بناء مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.
وفي نهاية الزيارة العلمية تقدم د. الخطاب بالشكر الجزيل للدكتور يوسف الحر وجميع العاملين في إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير على تعاونهم السخي وجهودهم الكبيرة في استضافة كلية العمارة بجامعة الكويت وتنظيم هذه الزيارة العلمية الهامة، كما تقدم بالشكر إلى مجموعة الساير القابضة بدولة الكويت على دعمها الكريم كجزء من مسئوليتها المجتمعية، وإلى المشرفين على الزيارة من الهيئة التدريسية بالكلية وهم: د. علي القريني ود. ريم دشتي بالإضافة إلى المعمارية هبة العالي.