أقامت كلية العمارة في جامعة الكويت ورشة عمل "المساجد البيئية" والتي تعد بحثاً مشتركاً بين فريق بحثي من كلية العمارة في جامعة الكويت وفريق آخر من جامعة كارديف، وبدعم من السفارة البريطانية ومكتب FCDO، وذلك في قاعة المعارض بكلية العمارة في الحرم الجامعي في العديلية.
وفي هذا الصدد قال أستاذ العمارة المشارك في كلية العمارة د. عمر خطاب أن هذا البحث مدته سنة ونصف لمقارنة عينة من المساجد الموجودة في حرم جامعة الكويت وحرم جامعة عبد الله السالم ومستويات الأداء في نظم البناء الأخضر، مبيناً أن فريق البحث يتكون من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت وجامعة كارديف بالإضافة إلى طلبة الماجستير والدكتوراه بالجامعتين.
وأشار د. خطاب إلى أن فريق البحث سيبحث في حالتين دراسيتين وهما مسجد العثمان في حرم الخالدية والذي يتبع حالياً جامعة عبد الله السالم ومسجد الشدادية الذي يتبع جامعة الكويت، موضحاً أن الجهات المشاركة هي جهات مجتمعية مثل وقف العثمان، وشركة الساير القابضة، وشركة عربي المحدودة لتكنولوجيا المياه، وإدارة الإنشاءات في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وإدارتي الإنشاءات والصيانة والأمن والسلامة في جامعة الكويت.
وأكد د.خطاب أن تلاقي العمل البيئي مع العمل الديني المجتمعي سيكون له أثر مضاعف ويساعد على اتخاذ المجتمع ككل للخيارات الصائبة فيما يتعلق بالسياسات البيئية، وأن المبدأ الأساسي لاستدامة المبنى أن ينسجم مع البيئة المحيطة ولا یؤثر سلباً عليها.
وأوضح د.خطاب أن الهدف من إنشاء المساجد البيئية هو عمل لمدخل بيئي معاصر يعزز كفاءة الطاقة وصيانة المباني الفعالة، وفي الوقت نفسه يوفر الراحة للمستخدمين، مشيراً إلى أنه يجب أن يراعى في إنشاء المسجد الحالة الجوية المحتملة، بجانب مراعاة تلبية حاجة الناس للنشاط الديني، وتقليل استهلاك الطاقة، علاوة على ذلك فإن المدخل البيئي المعاصر يجب أن يتماشى مع اعتبارات مجدية اقتصاديًا حيث تكون دورة حياة المبنى بأكملها من المفهوم إلى التخطيط ثم من البناء إلى التشغيل ثم الصيانة تستند إلى نهج متكامل ومستقبلي التوجه.
وأشار د. خطاب إلى أن المسجد بإمكانه التأثير في دفع عملية التنمية المستدامة إلى الأمام، مستندًا في ذلك إلى مكانته في نفوس المسلمين، مشيراً إلى أنه المكان الأطهر والأكثر روحانية، ويرتبط به المسلم بشكل يومي، ويعتمد عليه في تعلم ما ينفعه في دينه ودنياه، موضحاً أن التنمية المستدامة أصبحت حديث الساعة في العالم أجمع على صعيد الحكومات والشعوب، ولأن الإسلام بجميع أطروحاته إيجابي وعملي ويحقق المصلحة، والمسجد جزء منه، فهو مؤهل للتأثير في عملية التنمية المستدامة.
كما لفت د. خطاب إلى أن تحقيق التنمية المستدامة من خلال المسجد يحتاج إلى إدارة فعالة، وتخطيط سليم، حتى تعمم فكرة المسجد البيئي المستدام، وأن جانب الإدارة والتخطيط هو أول الخطوات لوضع المسجد على سكة الاستدامة، بالإضافة إلى أن المسجد يستطيع تنمية أبعاد التنمية المستدامة الثلاثة (البيئة والاقتصاد والمجتمع) في آن واحد.
وأوضح د. خطاب أن هذا المشروع يهدف لتحقيق استراتيجيات البناء الأخضر والتصميم البيئي للمباني الصديقة للبيئة، متمنيًا أن يصبح هذا النظام هو النظام القائم في تصميم وإنشاء المباني القائمة في البيئة العمرانية الكويتية ككل ولا تقتصر فقط على المساجد.
وأكد أن البحث المشترك مع جامعة كارديف سوف يسمح لأساتذة وطلبة كلية العمارة بالاطلاع على أحدث تقنيات المساجد البيئية في المملكة المتحدة، حيث يهدف البحث إلى توقيع اتفاقية تآخي بين مساجد جامعة الكويت ومسجد كارديف، متقدماً بالشكر الجزيل للتمويل المقدم من FCDO من خلال سفارة المملكة المتحدة والذي سوف يمكّن الفريق البحثي المشترك من إنجاز مشروع بحث المساجد البيئية.
صورة