استضافت جامعة الكويت ضمن فعاليات يوم الأمم المتحدة الذي عقد في المركز الثقافي بمدينة صباح السالم الجامعية، يوم الأربعاء 26 أكتوبر، والذي سلط الضوء على جهود الشباب والمبادرات التي يقودها المجتمع تجاه العمل المناخي وتوضيحها والاعتراف بها. وتضمن معرضاً لمبادرات وإمكانيات شبابية بالإضافة للحلقة الكبيرة والأولية التي تم افتتاحها، كما شمل عدة ورش عمل وحلقات نقاشية تابعة لها.
وتناولت الجلسة الحوارية الثانية موضوع المدن الذكية والمدن الصحية وأدارتها أ.د. مها السجاري القائم بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، وحاضر فيها د. نزار الفكي من برنامج المدن الصحية، وجاسم العوضي من مبادرة كويت كوميوت، ود. ضاري الحويل من الفريق الكويتي للغوص، وسارة الرامزي
من KEPS الجمعية الكويتية لحماية البيئة، ومريم السعد من مبادرة مناخ، ود. فرح الدويش من جامعة الكويت.
وبهذه المناسبة ذكرت أ.د. مها السجاري القائم بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أنه تم إنشاء مبادرة المدن الصحية لوضع الصحة على رأس جدول الأعمال الاجتماعي والسياسي للمدن من خلال تعزيز الصحة والإنصاف والتنمية المستدامة عن طريق الابتكار، مؤكدةً أن الهدف هو جودة الحياة والرفاهية والاستدامة التي تعد متطلبات للتنمية والقدرة التنافسية؛ حيث يلعب أعضاء المجتمع دورًا نشطًا، وموضحةً أنّ المدينة الذكية الصحية هي مدينة تنتج وتحسن ظروفها المادية والاجتماعية باستمرار، حيث يمكن للناس مساعدة بعضهم بعضًا في تنفيذ جميع أنشطة الحياة وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
بداية أوضح د.نزار الفكي من مكتب المدن الصحية بوزارة الصحة مفهوم المدينة الصحية وهي المدينة التي تضع الصحة والرفاهية الاجتماعية والإنصاف والتضامن المجتمعي والسلام والتنمية المستدامة في قلب السياسات والإستراتيجيات والخطط والبرامج المحلية، والتي من شأنها الزيادة في رفاهية المواطن.
وبيّن د. الفكي خصائص المدن الصحية وما تسعى لتحقيقه من أهداف، وهي تأسيس مجتمع قوي متعاضد على درجة عالية من المشاركة المجتمعية، وتلبية الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء ومأوى وتعليم وعمل لجميع سكان المدينة، مشيراً إلى أن المدن الصحية تهدف إلى بناء نظام بيئي مستقر ومستدام على المدى الطويل، وتوفير مستوى عال من الخدمات والرعاية الصحية عالية الجودة وفي متناول الجميع تدفع باتجاه تنوع الاقتصاد والموارد المتجددة، مضيفاً أن هذا ما يجسده شعار هذا العام لاحتفالية الأمم المتحدة ال77 (الإلهام والعمل والتطور).
وأكد د. نزار الفكي أن الشريك الحقيقي لبناء المدن الصحية هو المجتمع بكل مكوناته من أفراد ومؤسسات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمنظمات الوطنية والإقليمية والعالمية.
وأشار د. الفكي إلى أن عدد المدن الصحية في إقليم الشرق المتوسط التي حازت شهادة منظمة الصحة العالمية هي 23 مدينة، بينما بلغ عدد المدن الكويتية المسجلة في الشبكة الإقليمية 14 مدينة، أما عدد المدن الكويتية التي حازت شهادة منظمة الصحة العالمية هي 3 مدن وهي اليرموك وضاحية عبدالله السالم والشامية،
لافتاً إلى أنه قريباً سيتم حصول جامعة الكويت على شهادة منظمة الصحة العالمية للمدن الصحية.
ونوّه د. الفكي بأن المدن الصحية توفر سبلاً لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة ال17 لمنظمة الأمم المتحدة.
ومن جانبه ذكر مؤسس مبادرة "كوميوت"جاسم العوضي أنها مبادرة اجتماعية شبابية تهدف إلى زيادة الوعي بنظام النقل العام والحركة المرورية في الكويت لإيجاد نظام نقل عام آمن ومناسب وفعال وصديق للبيئة، مشيراً إلى أن جامعة الكويت من الداعمين لهذا المشروع منذ بداية انطلاقه في كلية الهندسة والبترول، لافتاً أن هذه الأنظمة كونها خدمة عامة فيجب مشاركة كل جهات الدولة في هذا الموضوع.
وأشار العوضي إلى أهمية دور جامعة الكويت في هذا النطاق عن طريق تقديم النصح والإرشاد من خلال التواصل مع الطلبة والجهات الرسمية في البلد من أجل تشخيص المشكلة ووضع حلول قابلة للتطبيق، متمنياً الاهتمام في المطالبة لهذه الخدمة الأساسية بجودة عالية من أجل الارتقاء بالمستوى المعيشي والاقتصادي والإنتاجي في الكويت.
ومن جانبه بيّن د. ضاري الحويل ضابط العلاقات الدولية في فريق الغوص الكويتي والأستاذ المشارك بقسم علوم المعلومات في كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت أن مشاركة فريق الغوص الكويتي تهدف إلى إبراز دور المدن الصحية في المشاريع البيئية الهادفة التي تخدم حماية البيئة البحرية الكويتية، والتي تصب في النهاية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة، مؤكداً دور جامعة الكويت الرائد في دعم الشباب الكويتي من خلال تدريسه والعديد من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت للطلبة ودعمهم في شتى السبل العلمية والعملية؛ وذلك لأنّ هدفًا أساسيًّا من أهداف جامعة الكويت هو خدمة المجتمع، لافتًا إلى أن العالم أجمع يعيش في قرية واحدة وكل منهم يؤثر على الآخر في جميع الأصعدة ومنها الصعيد البيئي.
وبدورها ذكرت عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة ورئيس فريق المهندسين البيئيين في الجمعية المهندسة سارة الرامزي أن الجمعية الكويتية لحماية البيئة هي جمعية تُعنى بالبيئة وقضاياها في الوطن العربي ومكافحة أسباب التلوث، وهدفها الحفاظ على المياه وترشيدها في دولة الكويت.
وأوضحت م.الرامزي ارتباط أهداف الجمعية بالأهداف المستدامة التابعة للأمم المتحدة، لافتة إلى أن المحافظة على المياه له تأثير فعال على البيئة والتغير المناخي والمحافظة على الحياة البحرية والبرية والبيولوجية بشكل عام.
وأشارت م. الرامزي إلى أنه من خلال الثقافة البيئية التي تسعى الجمعية لتحقيقها يمكن إحداث تغييرات جذرية في طرق التفكير والسلوك البيئي عند المجتمع بحيث يتصرف كل شخص فيه وكأنه صاحب قرار ناضج خلال حياته وفي كل أعماله وأنشطته.
ومن جهتها تطرقت مريم السعد من مبادرة مناخ والتي تهدف إلى نشر الوعي عن التغير المناخي وتأثيراته على الفرد والمجتمع والنظام البيئي ككل، إلى وضع حلول استباقية للحد من تبعات تأثير تغير المناخ في دولة الكويت بشكل واقعي وتحقيق ذلك عن طريق استدامة الأنظمة الطاقية للتعامل مع التغيير المناخي.
ومن جانبها ذكرت د. فرح الدويش عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت أن الفريق البحثي قام بعمل دراسة علمية في منطقة الدوحة لتوفير المياه النقية، وذلك من خلال استخدام الطاقة الشمسية، مع الاحتياج إلى كميات من الماء لاستهلاكها لأن عمل الدراسة احتاج إلى حرق الوقود لتوفير كميات كبيرة من المياه، ومن خلاله توصلت الدراسة إلى أنّ التكلفة الآنية ستكون أكثر ولكنها ستكون قليلة على المدى البعيد.
صورة