افتتح مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط ممثلاً بقسم الابتكار المؤسسي فعاليات أسبوع الابتكار العالمي عبر حلقة نقاشية بعنوان "احتضان الابتكار لمستقبل مستدام"، وذلك يوم الاثنين الموافق 22 إبريل، حيث تهدف هذه الحلقة إلى نشر وتشجيع ثقافة الابتكار في المنظومة الجامعية وجعلها بيئة محفزة ومنتجة للمشاريع الابتكارية والتي على أساسها نصبو إلى الريادة والتطوير.
وتم خلال الحلقة النقاشية استضافة كل من د. مشاري الناهض عضو هيئة تدريس في كلية العلوم الإدارية، حيث تركز بحوثه على ريادة الأعمال والابتكار وإستراتيجية الشركات، ود. علي الصيبعي عضو هيئة تدريس بقسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والبترول والمتخصص في الاختراع والابتكار.
افتتح الحلقة النقاشية مساعد نائب مدير الجامعة للتطوير المؤسسي د. هيثم لبابيدي حيث أكد التزام جامعة الكويت بتبني رؤية إستراتيجية لتعزيز دور الابتكار، بما يتماشى مع ركائز الخطة التنموية لدولة الكويت وأهداف التنمية المستدامة، وقال "نسعى لخلق ثقافة متجذرة في الابتكار داخل المنظومة الجامعية، ما يجعلها بيئة محفزة ومنتجة للمشاريع الابتكارية والتي تقودنا نحو الريادة والتطوير المستمر".
وأعلن د. لبابيدي عن خبر اعتماد مجلس الجامعة (في اجتماعه الأخير 24 مارس 2024) لمشروع مجمع أبحاث جامعة الكويت (Kuwait University Research Park) ومراحله التنفيذية، والموافقة على البدء بإجراءات تنفيذ المشروع، حيث يتكون مجمع الأبحاث من واحتين: واحة الابتكار والاكتشاف (Innovation and Discovery Oasis)، والثانية واحة التعاون والتسويق (Collaboration and Commercialization Oasis). وسيكون المجمع بمثابة حجر الأساس للأهداف الإستراتيجية الآتية:
تعزيز دور جامعة الكويت في تنويع ونمو الاقتصاد الوطني: حيث سيسهم مجمع الأبحاث في خلق فرص عمل ذات قيمة مضافة، مما يعزز من النمو الاقتصادي الشامل.
تعزيز البحث العلمي: وتهدف هذه المبادرة إلى إحداث تغيير جذري في أداء البحث العلمي، مما سيساهم في تعزيز سمعة جامعة الكويت على المستوى الإقليمي والدولي.
تطوير القدرات الوطنية في مجال التكنولوجيا المتقدمة وريادة الأعمال: وسيكون مجمع الأبحاث محوراً لتنمية القدرات الكويتية الشابة في التكنولوجيا والابتكار، مما يضمن تطور وازدهار المجتمع الكويتي ويجعله أكثر استدامة وتنافسية عالمياً.
وبدوره عرض د. مشاري الناهض تعريفا وافياً عن الابتكار مبينًا أنه عملية لخلق أفكار جديدة وتحويلها إلى آلة عملية مبتكرة تحل مشكلات وتلبي احتياجات المجتمع، فالابتكار يعزز القدرة التنافسية للمؤسسات من خلال تطوير منتجات وخدمات تمنحها ميزة تفوق على المنافسين، وشرح الناهض الفرق بين الإبداع والابتكار، إذ يتعلق الإبداع بالأفكار الجديدة والمبتكرة، بينما يتطلب الابتكار تحويل تلك الأفكار إلى حقائق ملموسة وتطبيقات ملموسة لحل المشكلة المطروحة.
وقدم د. مشاري بعض المقارنات لبعض المؤسسات المحلية الضخمة التي تبنت الابتكار في عملها، فمنها من فشل ومنها من نجح نجاحًا باهرًا مثل بنك بوبيان، موضحًا بعض أسباب فشل ونجاح الابتكار في كل منها وقال "الابتكار ليس ترفاً بل يستحيل نجاح أي مؤسسة من دونها خاصة الآن".
وأكد د. الناهض ضرورة تهيئة المؤسسة للابتكار إدارة مناسبة ومنحها دعمًا قويًا للإبداع والتجارب، لافتًا إلى أنه يجب أن تكون الشركات قادرة على تحمل الفشل في المحاولات الأولى وتعزيز ثقافة التعلم وحل المشكلات، كما يمكن أن يكون حجم الابتكار صغيرًا أو كبيرًا.
ومن جانبه ركز د. علي الصيبعي على أهمية تهيئة العنصر البشري للفكرة المبتكرة من خلال توفير التدريب والمعرفة الضرورية لتنفيذ الابتكار بنجاح، مبينًا أنّه يمكن أن يبدأ الابتكار من فرد واحد ويمتد تأثيره إلى المجتمع بأكمله، مشيرًا إلى أنّ الابتكار يتطلب التكيف مع التغيرات السريعة واستخدام الثقافة الابتكارية لتحقيق التطور والنمو المستدام.
وذكر د. علي صعوبة تحويل الأفكار إلى عمل مؤسسي، حيث يجب أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات وتنوع في الاختصاصات لتحقيق التناغم وتعزيز تبادل المعرفة والأفكار، مؤكدًا بأنّ الكويت وشبابها سباقون في موضوع الابتكار وهذا ما يميزنا.
وفي الختام أعلن قسم الابتكار المؤسسي إقامة ورشة بعنوان (الطريق إلى الابداع والابتكار) بتقديم من د. محمد الصقر الزايد والتي ستركز على أساسيات الابتكار بحضور مجموعة من الموظفين والطلبة يوم الأربعاء 24/4/2024.