منحت الحكومة الفرنسية وسام الفنون والآداب والثقافة برتبة فارس إلى د. حسن جاسم أشكناني، أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا، في حفل أقامته السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر في دارتها، وحضره حشد من الأصدقاء والدبلوماسيين والأكاديميين الكويتيين.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، رحَّب د. أشكناني بحضور نخبة من رموز الثقافة والفنون والآداب بالكويت، ليشهدوا هذا الحدث، «الذي أعتبره ليس فقط تكريماً لي، بل هو تكريم لجميع شباب الكويت، ولكل من ساهم في تأصيل الروابط الثقافية والأكاديمية بين دولة الكويت وجمهورية فرنسا».
وقال: «علاقتي الثقافية بفرنسا ليست وليدة اللحظة، بل انطلقت عام 2003 خلال تمثيل طلبة جامعة الكويت في باريس، وخلال الدراسات العليا في في مرحلتي الماجستير والدكتوراه ٢٠٠٧-٢٠١٤، جاء الاهتمام بالنظريات الفلسفية الأنثربولوجية في دراسة الدكتوراه حول آثار الكويت والخليج العربي قبل ٤٠٠٠ سنة، وتوطدت من خلال حضور اجتماعات منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في باريس.
ويعمل الدكتور حسن أشكناني أستاذاً للآثار والأنثروبولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت منذ 2014 ومشرفا على متحف ومختبر الآثار بالكلية، ومستشارا لشؤون الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي من خلالها استضاف خبراء من جامعات فرنسية مرموقة في مجال الآثار وصون التراث الثقافي لتبادل الخبرات مع دولة الكويت، وكذلك تدريب وتأهيل طلبة جامعة الكويت، وقد ساهم د. أشكناني في تنظيم مؤتمرات مشتركة سنوية مع المركز الفرنسي للبحوث في شبه الجزيرة العربية CEFPRA في دولة الكويت والذي يعتبر أكبر تجمع علمي في منطقة الخليج العربي، كما ساهم أشكناني في إقامة عشرات الورش العلمية في جامعة الكويت لاستخدام آخر التقنيات في مجال الآثار من خلال التعاون مع مختصين في جامعة السربون وليون والحضور إلى دولة الكويت، والمشاركة مع المعهد الفرنسي في الكويت للترويج عن دور البعثات الفرنسية الأثرية في المنطقة.
وفي عام 2015 شارك د. أشكناني بشكل فعال باستضافة المركز الفرنسي للأبحاث الأثرية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية للإقامة بشكل دائم في دولة الكويت بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والحصول على المقر الرئيسي في دولة الكويت.
وفي الآونة الاخيرة، قام الدكتور حسن أشكناني بجهود ملحوظة في بناء فريق أثري فرنسي لترميم المواقع الأثرية في جزيرة فيلكا كأول فريق ترميم وتأهيل للمواقع الأثرية في الكويت من خلال عقد إتفاقيات مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآثار، ووضع خطة لتدريب وتأهيل طلبة الأنثروبولوجيا من قبل البعثات الفرنسية التي تناولت على العمل في التنقيبات الأثرية في دولة الكويت منذ الثمانينيات من الألفية الماضية.
وفي كلمة مماثلة، قالت السفيرة الفرنسية لدى البلاد، كلير لوفليشر، موجهة حديثها إلى د. أشكناني: «كنت دائماً الداعم الكبير لفرنسا في الكويت بمجال التعاون الثقافي، لذلك قررت فرنسا أن تكرِّمك، وقام وزير الثقافة الفرنسي بمنحك وسام الفنون والآداب والثقافة برتبة فارس، كاعتراف من بلدي بالخدمات التي قدَّمتها ومازلت تقدمها للثقافة، ليس فقط للثقافة في بلدك، لكن أيضاً للتداخل بين الثقافات، لأن تبادل الثقافات هو التراث للتقدم الإنساني».
وبعد تقديمها شرحاً مفصلاً عن تاريخ هذا الوسام، الذي تم تصميمه أصلاً للأرستقراطيين، استعادت لوفليشر بعض مراحل حياة الدكتور حسن أشكناني المهنية الأكاديمية والثقافية.
والجدير بالذكر أن الدكتور حسن أشكناني قد نال وسام نجمة إيطاليا برتبة فارس من قبل رئيس جمهورية إيطاليا في عام 2021 وذلك تقديرا لجهوده في دعم الرابط الثقافية بين الموسسات الأكاديمية والثقافية في إيطاليا وبين دولة الكويت.